
على رمادنا رقصتم… ومن رمادنا سنعود ، بقلم : د. وليد العريض
من ديوان مقاوم (15)
أَتَظْنُنَّ أَنَّكَ قَدْ طَمَسْتَ مَعَالِمِي أَوْ أَنَّ رَقْصَتَكَ انْتِصَارُ مُدَامِ
كَلَّا فَإِنِّي نَارُ حَقٍّ لَمْ تَزَلْ جَمْرًا يُضِيءُ الدَّرْبَ بَعْدَ ظَلَامِ
أَنَا صَوْتُ قَبْرٍ يَسْتَفِيقُ مُدَوِّيًا أَنَا الْفَجْرُ يَأْتِي رَغْمَ لَيْلِ سِهَامِ
مِنْ رَمَادِيَ الْمَطْرُوحِ يَنْهَضُ مَوْطِنٌ وَيَفِيضُ شِعْرٌ مِنْ دَمٍ وَسِهَامِ
عَبَثًا مَحَوْتَ فَإِنَّ تَارِيخِي أَنَا مَكْتُوبُ فِي الْأَرْوَاحِ لا بِالأَقْلَامِ
سَأَعُودُ أَجْمَعُ كُلَّ دِينٍ صَادِقٍ
دِينًا يُطَهِّرُ أَرْضَنَا مِنْ سُقَامِ
دِينًا يُزِيلُ الْحِقْدَ مِنْ أَرْكَانِنَا
دِينًا يُفِيضُ مَحَبَّةً وَسَلاَمِ
سَأَعُودُ ثَوْرَةَ عَاشِقٍ مُتَفَرِّدٍ رِيحًا تُعَانِدُ قُبْضَةَ الطُّغَامِ
أَنَا الأُخْدُودُ الحَيُّ لا مَوْتِي فَنَى
أَنَا الْوَعْدُ مَكْتُوبًا عَلَى الأَيَّامِ
وختام رسالتي
فليفرحْ أبناءُ السِّفاحِ
برقصتِهم
وليظنَّ أبناءُ النِّكاح أنَّ النصرَ لهم
لكنَّ التاريخَ لا يكتبهُ الراقصونَ على الجثث
ولا يُسطّرهُ الحاقدون على الحياة.
نحنُ الزلزالُ تحت أقدامهم
نحنُ القيامةُ التي لا تؤجَّل
نحنُ الثورةُ التي لا تُهزَم
نحنُ العائدون كلّما حسبوا أنَّا انتهينا.
فلتشهدِ الأرضُ والسماءُ:
لن نُهزَم أبدًا مهما طال الليل
ومهما اشتدّت النار
ومهما كَثُرَ الخَونة.