1:30 صباحًا / 26 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

العربية… لغة الحب والهوية ، بقلم: د. وليد العريض

تعقيب على المحاضرة الثرية جدا والمتعة للدكتورة آية عكاوي ، “التبديل اللغوي بين العربية والإنجليزية في بلاد الشام: الهوية، استخدام اللغة والسياقات” ، بقلم: د. وليد العريض

الندوة نظمها مركز اللغات والترجمة بجامعة مينيسوتا الأمريكية

العربية… لغة الحب والهوية

ليست العربية مجرد وسيلة للتخاطب، بل هي معشوقة أبدية تسكن الروح قبل اللسان وتحتضن القلب قبل الأوراق. أحببتها منذ طفولتي كما يُحب طفل حضن أمه، فكانت إشراقي الأول وصوتي الذي يعلو فوق صمتي ونبعًا لا ينضب في عطشي للحياة والمعنى.

حين أنطقها أشعر أنني أرتوي وحين أكتبها أجدني أطوف في محرابٍ مقدس. هي البلسم الذي يشفي الجراح والموسيقى التي تتراقص بها المعاني، والصلاة التي لا تنقطع على ألسنة العاشقين عبر القرون. وقد صدق حافظ إبراهيم حين قال عنها:

أنا البحرُ في أحشائهِ الدرُّ كامنٌ
فهل سألوا الغوّاصَ عن صَدفاتي؟
في حروفها زُيِّن تاريخنا بتاج المجد، وبها ارتقت حضاراتنا لتصوغ وجه العالم. هي الهوى والوفاء، وهي زهرة الخلد وسرّ الوحي. وقد تغنّى بها أحمد شوقي قائلًا:

إن الذي ملأ اللغاتِ محاسنًا
جعل الجمالَ وسرَّه في الضادِ
أما محمود
سامي البارودي
فقد رآها تاج عزّة الأمة ووسام خلودها فقال:

فبالضادِ جاء البيانُ المبينُ
وفُتِحَ بالعلمِ بابُ الرشادِ
إن العربية ليست لغة فحسب إنها قدر أبدي ومعشوقة تستحق أن نسجد أمام بهائها حبًا لا عبودية. فهي التي تحفظ وجداننا وذاكرتنا وتُبقينا أمةً حيّة مهما تبدلت العصور.
ستظل العربية نبعًا كريمًا في قلوبنا وعشقًا لا يفنى، لأنها باختصار: لغة الحب والهوية. وفيك اقول:

أيا لغـةَ الضادِ يا نَغمةَ الروحِ
ويا سِحرَ عُمري ويا زادَ بُوحي

وفي حضنِكِ العاشقونَ استراحوا
فكنتِ الملاذَ وكنتِ الفتوحِ
وكم سجّدَ
العاشقونَ بكِ حُبًّا
فكنتِ الصلاةَ وكنتِ الذُّبوحِ

هكذا تُحضر اللغة العربية نفسها في وجداني كأنها امرأة سماوية، لا تُزاحمها لغة أخرى في حضوري ولا يغني عن وصالها أي عشق آخر.
هي ليست معشوقتي فحسب، بل هي قدري الأبدي ومحرابي ومرآة روحي.

شاهد أيضاً

الأمن الوقائي يضبط معملاً لتزوير المعسل في الخليل ويوقف القائمين عليه

الأمن الوقائي يضبط معملاً لتزوير المعسل في الخليل ويوقف القائمين عليه

شفا – ضبط جهاز الأمن الوقائي في الخليل، بالتعاون مع جهاز الضابطة الجمركية، يوم الاثنين، …