
نتنياهو يصر على الاستمرار في عملية “عربات جدعون 2” حتى النهاية ، بقلم : عمران الخطيب
عمليات الإبادة الجماعية في قطاع غزة أصبحت مشروع نتنياهو وأركان حكومته، ويعني ذلك إصدار التعليمات للاستمرار في ما يسمى “عربات جدعون” لمزيد من قتل العشرات يومياً من الفلسطينيين في قطاع غزة، لدفعهم إلى الاختيار بين الموت أو الهجرة.
الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب تتحمل مسؤولية المشاركة في عمليات الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
مصادر في المؤسسة العسكرية تشير إلى أن نتنياهو يدرك أنه من دون هذه العملية لن يكون قادراً على حفظ تماسك حكومته، وستنهار. ووفقاً لصحيفة معاريف، فإن الجيش يقدّر أن القتال في غزة قد يستمر لأشهر طويلة أخرى، ولهذا السبب سيتم استدعاء قوات الاحتياط تدريجياً.
وفي هذا السياق، رفضت “إسرائيل” التقرير الأممي الذي أكد المجاعة في غزة، واعتبر أن ذلك “يلحق العار بالعالم”. فقد انتشر الجوع وسوء التغذية والأمراض، ما ساهم في ارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع.
وقد أعلنت الأمم المتحدة يوم الجمعة عن المجاعة في قطاع غزة، وذلك في أول إعلان رسمي من نوعه في الشرق الأوسط، وأكدت أنه كان يمكن تجنبها لولا “العرقلة الإسرائيلية الممنهجة”. وأضافت أن المجاعة في غزة “تلحق العار بالعالم”.
بينما رفضت “إسرائيل”، اتهم السفير الأمريكي في “إسرائيل” الأمم المتحدة بأنها فاسدة وتفتقر إلى الكفاءة بعد إعلانها عن تفشي المجاعة في قطاع غزة.
في المقابل، وصف رئيس وزراء اسكتلندا السابق، حمزة يوسف، “إسرائيل” بأنها “تتصرف كدولة مارقة” في تعاملها مع قطاع غزة، داعياً إلى فرض “عقوبات اقتصادية وتجارية ذات معنى”.
كما استقال وزراء حزب “العقد الاجتماعي الجديد” من الحكومة الهولندية، بعد استقالة وزير الخارجية إثر فشله في إقناع الحكومة بفرض مزيد من العقوبات على “إسرائيل”.
ورغم عدم التزام حكومة نتنياهو بمختلف الحلول التي قدمتها الإدارة الأمريكية من خلال المبعوث ويتكوف عبر الجانبين المصري والقطري، وكان آخرها مسودة الاتفاق الأخير لمدة 60 يوماً لوقف إطلاق النار والبدء في عملية الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، بالتوازي مع بدء مفاوضات المرحلة الأخيرة من الاتفاق الشامل، إلا أن الرد الإسرائيلي كان بالاستعداد لعملية “عربات جدعون 2” لاحتلال محافظات قطاع غزة.
وفي اعتقادي، فإن نتنياهو وأركان حكومته سيمضون في العدوان والتدمير لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة ومغادرة قطاع غزة. ولذلك، فإن على دول العالم فرض العقوبات والحصار على دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تمارس الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني.
وفي الوقت نفسه، فإن المطلوب من الدول العربية، خاصة، تعليق الاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يتحدى مختلف القرارات الدولية ويشكل تهديداً للأمن القومي العربي، وفقاً لما يسمى بـ”إسرائيل الكبرى” وفرض السيطرة على الشرق الأوسط.
“فلسطين قضية حق، وسوف ينتصر الحق على الباطل”
عمران الخطيب