2:09 مساءً / 21 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

غزة والجرح المفتوح : من ينقذ الفلسطينيين ؟ ، بقلم : علاء عاشور

غزة والجرح المفتوح : من ينقذ الفلسطينيين؟ بقلم : علاء عاشور

ما زالت غزة تنزف جراحها العميقة وسط صمت دولي مريب وتخاذل إقليمي يثير الأسى. الشعب الفلسطيني في القطاع يواجه أعتى أشكال العدوان والحصار، فيما تتعامل حكومة نتنياهو ببلطجة سياسية وعسكرية، دون أن تجد من يردعها أو يضع لها حداً. وبينما ينشغل العالم بالحرب الأوكرانية – الروسية ومساعي الوصول إلى اتفاق سلام هناك، تُترك غزة لمصيرها المأساوي وكأنها خارج الجغرافيا السياسية والضمير الإنساني.

حركة حماس، التي تسيطر على القطاع منذ سنوات، لا تمتلك في الواقع سوى ورقة الأسرى كورقة ضغط، بينما أصبح سلاحها التقليدي محدود الأثر أمام التفوق العسكري الإسرائيلي الساحق. إن الاعتراف بعدم التوازن في ميزان القوى ليس عيباً، بل هو ضرورة سياسية وعملية؛ فالمكابرة لم تعد تجدي نفعاً في مواجهة آلة عسكرية متوحشة، والغطرسة الصهيونية لن تتراجع ما لم يُبنى موقف فلسطيني موحد ورؤية استراتيجية مختلفة.

إن واحدة من الخطوات التي يجب التفكير بها بجدية هي تسليم السلاح إلى السلطة الفلسطينية، وفتح الطريق أمام مشروع وطني موحد قادر على إعادة غزة إلى حضن الشرعية الفلسطينية. فالسلاح الذي لا يحمي الشعب ولا يردع العدو يصبح عبئاً على أصحابه، ويحوّل المدنيين الأبرياء إلى رهائن في صراع غير متكافئ.

على مصر والدول العربية أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية، من خلال تشكيل قوة عربية تتواجد في غزة لحفظ الأمن، وإفشال المشاريع الإسرائيلية التي تهدف إلى التهجير والترهيب وتفكيك النسيج الاجتماعي الفلسطيني. وجود قوات شرطية فلسطينية مدرّبة، تعمل جنباً إلى جنب مع هذه القوة العربية، سيعيد شيئاً من الثقة والأمان إلى الشارع الغزّي، ويغلق الباب أمام الفوضى والانفلات الأمني.

إن معاناة أهل غزة لا يجب أن تُنسى أو تُختزل في نشرات الأخبار. هم ليسوا مجرد أرقام في تقارير المنظمات الدولية، بل هم جزء حي من الشعب الفلسطيني، وجرحهم هو جرح كل فلسطيني، بل جرح الأمة بأسرها. إن التغاضي عن محنتهم هو سقوط أخلاقي للعالم الذي يتشدق بالتحضر وحقوق الإنسان، وهو اختبار فاضح للقيم التي يتغنى بها الغرب في المحافل الدولية.

إن غزة اليوم تحتاج إلى أكثر من التضامن اللفظي؛ تحتاج إلى مبادرة سياسية جريئة، وحماية عربية حقيقية، وإرادة دولية توقف نزيف الدم الفلسطيني. فالصمت لم يعد خياراً، بل صار تواطؤاً.

شاهد أيضاً

من التعارف إلى التناغم… حوار الثقافات بين الصين والعالم العربي

من التعارف إلى التناغم… حوار الثقافات بين الصين والعالم العربي

شفا – وانغ مو يي (ديما) ، يعود تاريخ العلاقات بين الصين والدول العربية إلى …