
“مروان … عناقيد الضوء خلف القضبان” ، بقلم : الدكتورة منى ابو حمدية
في زنازين العتمة
يقف مروان البرغوثي كجبلٍ من الكبرياء
لا تنحني هامته لرياح القهر العاتية
ولا تنكسر روحه أمام جدران السجن الباردة
هو صوت فلسطين الذي لم يخفت،
وضميرها الذي لم يساوم،
وقلبها النابض بالحرية رغم القيود
من خلف القضبان،
يعلّمنا أن السجن امتحان الرجال الرجال،
وأن الحرية فكرة لا يمكن اعتقالها او اغتصابها
خمسة أبواب تُغلق،
وألف سور يُشاد !!
لكن عينيه تظلّان معلقتين بسماء الوطن،
ويديه تمسكان بكتاب الكفاح والثورة
كما يمسك الجذر الصلب بتربة الأرض
مروان… أيها الغائب الحاضر،
يا نبضًا لا يعرف السكون
يا من تركت خلفك حياةً كانت هي لك، واخترت دربًا مليئًا بالأشواك والتحديات ، لأنك آمنت أن الوطن أغلى من العمر
يا أسير الفجر المؤجل،
يا من تغفو على برد
الزنزانة وتصحو على صقيع الغياب،
كيف للقيد أن يُهزمك،
وأنت الذي هزمت الخوف؟
في غيابك طالت الليالي،
وصارت ملامحك قنديلًا في ذاكرة كل بيت، تضيء حين يشتد الظلام
الأمهات يذكرنك في الدعاء،
والأطفال يرسمونك في دفاترهم،
كفارس يحمل راية لا تنكس.
نعلم أن الجدران تضيق،
وأن الليل طويل،
لكننا نؤمن أن خطواتك ستعود يومًا إلى شوارعنا وازقتنا ومياديننا
ستعود الخطوات حرة كما كنت،
عالية الرأس، شامخة كجبال فلسطين
بالرغم من أن الشمس تُرى من نافذةٍ ضيّقة،
والسماء محجوبة بأسلاكٍ باردة
الا انك لا زلت تبث فينا روح التحدي والصمود
في كل حجر من زنزانتك حكاية،
وفي كل ليال الأسر أنين،
لكنك اخترت أن يكون وجعك طريقًا للحرية، وصمتك صرخةً تُدوّي في العالم.
نحن هنا، نحمل صورتك في قلوبنا، نحدّث أطفالنا عنك، ونعلّم الاجيال أن البطولة ليست كلمات، بل تضحية وعمرٌ يُقدَّم فداءً للوطن.
اليوم الذي تنكسر فيه السلاسل بات قريبا ، وستفتح الأبواب المؤصدة
وتعود إلينا من هذا العالم الازرق القاتم
مروان البطل .. انت أكبر من السجن،
وأقوى من القيد،
وأجمل من الحلم المؤجل
هو ليس أسيراً وحسب
بل مدرسة في الثبات والصمود
وأيقونة نضالٍ تُشعل الأمل في القلوب
حتى ذلك اليوم… سنبقى نكتب اسمك على الجدران، ونحمله في الأغاني، ونخبئه في صدورنا، لأنك وعدُ حرية مقدسٍ لا يموت.
سلامٌ عليك يا مروان
يا من جعلت من الزنزانة .. منبراً
ومن المعاناة .. جسراً نحو الكرامة
- – الدكتورة منى ابو حمدية – باحثة واكاديمية .