1:35 مساءً / 15 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

جبلنا الشامخ ستبقى شامخا رغم جبروتهم ، مروان البرغوثي ، بقلم : محمود جودت محمود قبها

جبلنا الشامخ ستبقى شامخا رغم جبروتهم ، مروان البرغوثي ، بقلم : محمود جودت محمود قبها

في زمنٍ تتلاطم فيه رياح المؤامرة وتشتد فيه العواصف على فلسطين يقف هناك جبل لا تهزه الأنواء ولا تكسره المعاول ذلك الجبل اسمه مروان البرغوثي منذ لحظة اعتقاله أراد الاحتلال أن يطوي صفحته وأن يدفن صوته بين جدران الزنازين لكنه لم يدرك أن الجبال لا تموت وأن الصدى الصادر من قلبها قد يزلزل الأرض تحت أقدام الغاصبين.

مروان أنت الجبل الذي حمل وجع الوطن على كتفيه وصبر كما تصبر الأرض على جراحها وأيقن أن الحرية أثمن من العمر وأن النضال أثقل من القيود في زنازينهم حاولوا كسر إرادتك فزادوك صلابة وحاولوا إطفاء نورك فأشعلت في قلوبنا ألف شعلة جبلنا الشامخ أنت لست أسيرًا بين جدران أربعة بل أنت قامة بحجم الوطن وراية لا تنكس وصوت كل من قال لن نركع سنبقى نردد اسمك كما نردد أسماء مدننا وقرانا لأنك جزء من جغرافيا فلسطين وجزء من تاريخها الذي لا يُمحى ومهما طال الليل سيظل الجبل شامخًا وسيظل مروان رمزًا لوطن لا يساوم وحرية لا تُقهر وأملًا لا يموت .

وجع الوطن وجبل الصمود في كل أمة رجال وفي كل قضية رموز لكن فلسطين وحدها تُنجب من بين جراحها قامات بحجم الجبال رجالًا يكتبون بدمهم حروف الكرامة ويزرعون في قلوب شعبهم بذور الأمل رغم العتمة.

من هؤلاء العظماء يبرز اسم الأسير القائد مروان الذي صار وجعًا في قلب الوطن وفي الوقت ذاته قمة شامخة لا تُطاول الأسير الذي صار أيقونة لم يكن اعتقال مروان في عام 2002 مجرد عملية عسكرية بل كان محاولة يائسة من الاحتلال لكسر إرادة شعب بأكمله أرادوه صامتًا ومنكسرًا لكنهم وجدوه أكثر صلابة من الجدران التي أحاطت به لم يخف من محاكمهم الصورية ولم ينحنِ أمام قسوتهم بل رفع رأسه عاليًا وأعلن أن الحرية حقٌ لا يُساوم عليه.

التعذيب والتهديد… وجبال لا تنحني تعرّض مروان خلال سنوات اعتقاله لأشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وحُرم من أبسط حقوقه ووُضع في عزل انفرادي طويل وتعرّض لتهديدات مستمرة لكسر عزيمته لكن الجبل لا ينكسر بل يزداد صلابة كلما اشتدت عليه الرياح كان يواجه تهديد السجان بابتسامة هادئة كأنه يقول لهم أنتم سجاني الجسد لكنكم لن تلمسوا روح الحرية بداخلي قلب الوطن النابض من خلف القضبان من داخل الزنازين ظل صوت مروان يصل إلى أبناء شعبه يكتب رسائل تحمل همّ الوحدة الوطنية ويدعو إلى التمسك بالثوابت ويزرع الأمل بأن فجر الحرية آتٍ مهما طال الليل.

كان وما زال رمزًا للقائد الذي لا يغيب حتى وإن غاب جسده خلف القضبان وجع وحلم وجع مروان ليس وجعه وحده بل هو وجع كل أم فلسطينية تنتظر عودة ابنها ووجع كل طفل يسأل عن أبيه ووجع وطن يتوق إلى الحرية ومع ذلك فإن حلمه أكبر من ألمه وحبه لفلسطين أكبر من جراحه في وجه السجان يرى الوطن بعينيه وفي كل يوم يقضيه في الأسر يزداد يقينًا بأن النصر حتمي.

في قلب فلسطين جرح مفتوح منذ عقود جرح لا يندمل لأن روحه معلّقة خلف قضبان الظلم في زنازين الاحتلال التي لا تعرف الرحمة ذلك الجرح اسمه مروان القائد الذي صار أسطورة في زمن الانكسارات وصوتًا للحرية لا يسكت رغم العزلة والجدران العالية أسيرٌ يقف في وجه الزمن منذ أن اختطفه الاحتلال وهو يواجه ظلام السجون بثبات من يعرف أن المعركة طويلة لكنها لا تُحسم إلا بالصمود أرادوه أسيرًا بلا روح فكان روحًا للوطن كلّه أرادوه صامتًا فصار صوته يدوّي في القلوب قبل أن يصل إلى الآذان.

مروان وحيدًا في زنازين العزل يتعرض لأقسى أشكال التعذيب الجسدي والنفسي يسمع التهديدات صباح مساء ويرى محاولة السجان إذلاله في كل تفصيلة من حياته ومع ذلك لم يركع ولم ينكسر كان يواجه قسوتهم بصلابة من يحمل وطنًا كاملًا في صدره ويقول لهم بعيونه قبل كلماته لن تنزعوا فلسطين من قلبي ولو نزعتُم قلبي من جسدي القلب الذي لا يستسلم رغم الألم ظل مروان يكتب من خلف القضبان رسائل مشبعة بالدمع والحب للأرض رسائل تحمل حلم الوحدة وتزرع في شباب فلسطين بذور المقاومة والأمل.

كان يدرك أن الزمن في السجن بطيء لكنّه كان يؤمن أن فجر الحرية لا بد أن يشرق يومًا رمز يختصر وجع الأمة مروان ليس وجع عائلته وحدها بل هو وجع كل فلسطين وجع أم تنتظر ابنها منذ عشرين عامًا وطفل لم يعرف حضن أبيه إلا في الزيارات القصيرة المقيّدة بالأسلاك هو مرآة لحال وطن كل أبنائه مهددون بالأسر أو النفي أو الاستشهاد لكنه أيضًا مرآة للإرادة التي لا تُقهر.

أنت لست أسيرًا وحيدًا بل أنت قلب فلسطين النابض في سجونها ودمعها الحار الذي لا يجف ستبقى جبلنا الشامخ مهما حاولت رياح الاحتلال اقتلاعك سيبقى مروان البرغوثي الجبل الشامخ الذي لم تنحنِ هامته والشمس التي لا تطفئها جدران الزنازين حزنه هو حزننا وأسره هو أسر فلسطين لكن إرادته الحرة تذكرنا دومًا أن الحرية ليست حلمًا بعيدًا بل موعدًا نقترب منه مع كل يوم من الصمود وستبقى في ذاكرة الأجيال عنوانًا للصمود الذي لا ينكسر وإن طال الليل فإن فجر الحرية سيحمل اسمك بين أول من يعانقون الشمس .

ابن الشبيبة الفتحاوية

ابن العاصفة

د . محمود جودت قبها

شاهد أيضاً

الاحتلال يعتقل

الاحتلال يعتقل ثلاثة مواطنين من يطا جنوب الخليل

شفا – اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، ثلاثة مواطنين خلال اقتحام يطا جنوب الخليل. …