شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
فصل من ديوان عشتار ، عبودية الروح ، بقلم : وليد العريض
هناك حبّ يشبه النار
وهناك حبّ يشبه الماء
لكنّ حبّ الروح لا يشبه شيئًا على الإطلاق.
إنه ذلك النوع الذي يُقيم في أعماقك دون استئذان
يأسرك دون ضجيج
ويحوّلك إلى عبدٍ لا يُريد التحرّر.
لا يتغذى على القرب
ولا يموت بالبعد.
لا يضعف بالخذلان
ولا يشفى منه القلب
بل يشتدّ كلّما حاولت نسيانه.
هو الحب الذي يسكنك صمتًا
ويُصلّيك وجعًا
ويمنحك لذّة العبودية
دون وعدٍ بالخلاص.
- عبودية الروح
هو ذاك
الذي لا عقل له
ولا منطق يُبرّره
ولا خريطة تهديه.
ذاك الذي يسرقك من ذاتك
ويجعلك عبدًا لا تشتهي الفكاك.
يسكنك كنسمة أولى
ثم يتحوّل إلى نبض دائم
لا يُسكت ولا يُخمد ولا يُستبدل.
ليس كغيره من الهياج
ولا يشبه اشتياق الجسد العابر
إنه اليقين الغامض،والظمأ الذي كلّما سقيتَه
اشتعل.
لا يفنيه الغياب
ولا يطفئه البُعد
ولا تشفيه قسوة
ولا تُعالج جراحه المسافات.
هو طوفان
يشقّك نصفين:
نصف يهرب ونصف يستسلم.
وما من خلاص.
فأنت أسير الضوء الذي لا يُطفأ
سجين اليد التي لا تمسكك
حبيس حضورٍ لا يُرى لكنه أقرب من أنفاسك.
هذا هو
حبّ الأرواح حين تتّحد
وحين لا يعود لك فيك شيءٌ يُقاوم.
فطوبى للمبتلين بهذا الإله
وطوبى لمن تجرّد
وسكن. - أعرفك دون أن أعرفك
أعرفك
قبل أن أنظر إليك.
قبل أن تنطق
قبل أن تقترب.
كأنّك سكنْتني منذ البدء
وتركتَ لي تفاصيلك في دمي
ومضيت.
أعرفك
لست غريبًا ولا زائرًا
بل بذرة في روحي
أُزهِر بك في كل وجع
وأذبل حين تغيب. - لا تبتعد فلستَ بعيدًا
ما زلتَ هنا
رغم كلّ الغياب.
أراك في ظلّي
في صوت الماء
في رجفة قلبي حين أنادي
ولا أحد.
أنت لا تحتاج لأن تكون قريبًا
لأنّك في داخلي أقرب من القُرب
وأشدّ من أي حنين.
فلا تبتعد
فأنت لم تبتعد أصلًا. - أعبدك صمتًا
لا أخبر أحدًا عنك
ولا أكتبك كما يجب
ولا أروي سرّك.
لكنني أعبدك في صمتي
وأُصلّيك حين لا أحد يراني
وأُطفئك بالدعاء
ثم أشعلك بالشوق مرة أخرى.
أنت ديني حين أنهار
وطقسي الوحيد حين أنهض. - سرّ لا أريد نجاتي منه
أنت السرّ الذي لا أريد كشفه
ولا الهروب منه
ولا الشفاء منه.
كلّما حاولتُ الفكاك
جذبتني إليك أكثر.
أراكَ في منامي
تضحك
ثم تستدير وتمضي
فأبتسم كمن تلقّى مكافأة البكاء.
أنت ابتلائي المختار
وإن أحبّك قلبي
فلا تلُم قلبي
إن عبدك.
