
نِقْمَةُ الصَّمْتِ ، بقلم : نسيم خطاطبة
عَرَبُ الهَجَنَاءِ أوَّلُهُم نَهَضُوا
فعلى مَن يُلْقُونَ دَائِمَهُم بِـلَوْمْ
قُمْ فقاتِلْ، فاستجابَ لَكَ الوَرَى
وانغَرَسْ فِي خاصِرَاتِهِمُ السُّمَمْ
والتَفَّ مَاردُنا يُقاوِمُ وَجْعَهُ
فَاختَفَى مِنْ فَوْقِ لَوْحِ القَلْبِ نَغْمْ
جاعَ الأُسودُ بِغَابِهِمْ لَمْ يُطعِمُوا
والكِلَابُ تَنْبَحُ بِالأَذى تَحْتَ الأُمَمْ
وكَأَنَّهُمْ قَتَلُوا الشَّرَفَ مُتَعَمِّدِينَ
بِيَدِ كاهِنٍ قَضى لِلظُّلْمِ حُكْمْ
نَسُوا العُرُوبَةَ مُنذُ دَهْرٍ خَائِنٍ
والتَّطْبِيعُ ارْتَقَى لِلذِّلِّ دَسْمْ
والأَقْصَى يَبْكِي فِي الظَّلَامِ وَحِيدَنَا
أَيْنَ مَن صَلَّى لَهُ أَوْ صَامَ صَوْمْ؟
تَاهَتْ شَعَائِرُنَا، وَغِيضَ هَدِيرُهَا
والدِّينُ يُخْنِقُ فِي الرُّؤى بَيْنَ الهُزَمْ
رِيَاءُ قَوْمٍ فِي العُرُوبَةِ يَخْتَبِي
وَيُزَيِّنُ الأَوْهَامَ فِي حُسْنِ الكَلِمْ
والنَّصْرُ أَضْحَى غَائِبًا عَنْ خَافِقِي
مَا عَادَ فِي السَّاحَاتِ مَن يَبْنِي العَزْمْ
فَاصْرُخْ بِصَوْتِ الحَقِّ لَا تَتَهَاوَنُوا
مَن خَانَ دِينَ اللَّهِ يُرْمَى بِالصَّرَمْ
وَاسْقِ الكِرَامَ دَمًا سَقَى أَرْوَاحَهُمْ
فَالْحُرُّ لَا يَرْضَى الهَوَانَ وَلَا السَّلَمْ
سَتَقُومُ أُمَّتُنَا وَيَسْقُطُ خَائِنٌ
وَيَزُولُ مَن بَاعَ العِرَاضَ بِلَا نَدَمْ
نسيم خطاطبة