
نشيدٌ حجريٌّ لسورٍ يتذكّر ، بقلم : محمد علوش
متّكئاً على ظلال السنين،
ينهض السّورُ من نومه الحجريّ،
كالإلهِ الذي أضاع الخريطة.
لا أحد يعبره،
دون أن يفقد شيئاً.
اسأل الغبارَ عن أسمائنا،
واسأل صدى الطبول
كم ذراعاً دفنها التعب؟
يا سوراً،
كأنّك خطّت لتردَّ السؤال
لا الجيوش.
كأنّك أطول من المعنى،
وأشدّ جوعاً من الطين.
الريح تمشط شعرَك القديم،
والغربان تبني أعشاشها
فوق ندوبك،
كأنّك شجرة ماتت واقفة.
هنا عبر الخوفُ
وهنا نام الرماد،
وهنا انحنى التاريخُ ليربطَ حذاءه
ثم أكمل الركض دون أن يلتفت.
من قال إنّ الطول حكمة؟
أنت شاهقٌ،
لكنّك
وحيد.