
مافيا التجار وسارقوا المساعدات ، أنذال الوطن وخونة الجوع ، بقلم : الصحفي سامح الجدي
في زمن الحرب، حين تنفجر البيوت فوق رؤوس ساكنيها، ويُسحق الخبز تحت جنازير الحصار، يخرج أوغاد اللحظة… لا يحملون سلاحًا، بل يحملون جشعًا أشد فتكًا. يتسلّلون كالعفن، يلبسون ثياب أهل الخير، لكنهم لا يعرفون من الخير شيئًا.
تُهدى المساعدات باسم الإنسانية، فتصبح بضاعة في أسواق اللصوص. يَصل الطحين إلى المعابر، فيُهرَّب إلى التجار. تُقدَّم المعلبات إلى الفقراء، فيُعاد تغليفها لمن يدفع أكثر.
هذا ليس فسادًا… هذا إجرام.
هؤلاء ليسوا تجارًا… هؤلاء ذئاب تنهش في بطن الوطن.
أن تسرق من فم الجائع، تلك خيانة لا تُغتفر.
أن تبتسم في وجه النازح، وأنت تُخفي خلف ظهرك شاحنة مساعدات للبيع… فأنت أوطى من العدو.
كل من يتاجر بالمساعدات إنما يضع الوطن تحت قدمه، ويمسح على جبينه وصمة العار.
كل مسؤول يتستّر على هؤلاء، هو شريك في الجريمة.
كل مؤسسة صامتة عن هذه الفضائح، هي مرتزقة بوجه رسمي.
كيف لأمٍ أن تشتري علبة حليب بخمس أضعاف ثمنها، بينما تُرمى الصناديق في المخازن؟
كيف لطفل أن ينام على طوى، بينما تاجر يملأ جيوبه من عرق الناس ودموعهم؟
مافيا المساعدات في غزة وغيرها، ليست أقل خطرًا من الطائرات والصواريخ.
هم من الداخل، ينخرون في العظام، ويزرعون العفن في لقمة العيش.
أوقفوهم.
اكسروا أذرعهم.
امسحوا أسماءهم من أي سجل شرف.
لا مكان لهم في هذا الوطن، ولا في صفوف البشر.
الضرب بيد من حديد لا يكفي، بل يجب سحق رؤوس هذه المافيات على الملأ، ليكونوا عبرة لكل من ظنّ أن جوع الفقراء فرصة استثمار.
فمن يسرق الخبز من جائع، لا يستحق محاكمة… بل يستحق لعنة الوطن، وغضب الناس، وقصاصًا لا يرحم.