10:46 صباحًا / 18 يوليو، 2025
آخر الاخبار

“الأرض أولًا .. أما الأحزاب فتمضي وتعود” ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

"الأرض أولًا .. أما الأحزاب فتمضي وتعود" ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

“الأرض أولًا .. أما الأحزاب فتمضي وتعود” ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

في معركة البقاء الفلسطيني، هناك ما هو أسمى من كل الشعارات، وأبقى من كل الأحزاب والتنظيمات، وأعمق من كل الخطابات والمزايدات .. إنها الأرض، الأصل والجذر والمصير.

لقد خبر الفلسطينيون مرّات التهجير، وذاقوا طعم الشتات، فكان التمسك بالبقاء في الأرض، رغم القهر والجوع والعدوان، هو التحدي الحقيقي والبطولة التي لا تنتهي. لا يغرّنّ أحدنا ببريق الشعار أو راية الفصيل، فالأحزاب تأتي وتذهب، تتبدّل ألوانها وخطاباتها، وربما ترتدي ثوب “التحرير” تارة و”الواقعية” تارة أخرى. أمّا الأرض؟ فحين تذهب لا تعود… وحين نُقتلع منها، لا يعوّضنا عنها أي بيان ولا أي منصب.

إن الحفاظ على الوجود الفلسطيني في أرضه هو التحدي الأهم، في القدس، في غزة، في الضفة، في النقب، في يافا وحيفا والرملة واللد. فالمعركة ليست على عدد المقاعد في سلطة أو مجلس، بل على الوجود ذاته .. على الكينونة، على البقاء كجذرٍ في التراب لا كغصن في الريح.

المؤسف أن بعض التنظيمات باتت تعتبر أن بقاءها السياسي هو الأولوية، حتى لو جرى ذلك على حساب الناس ومعاناتهم. والأخطر حين توظَّف المأساة لتكريس حضور تنظيمي عابر، أو حين يُضحّى بالمواطن ومصلحته لأجل صورة زعيم أو موقف فصيل.

إن التهجير الزاحف، في الضفة تحت حراب الاستيطان، وفي غزة تحت نار الحرب والجوع، وفي القدس تحت سيف التهويد، هو المعركة الفعلية التي يجب أن يتوحد حولها الجميع. فليكن بقاء الإنسان في وطنه هو المعيار، ولتكن حماية الأرض والبيت والهوية هي الهدف، لا حماية الفصيل أو المنصب أو الامتياز.

وليعلم الجميع: حين تسقط الأرض، لن تنفعكم كل البيانات، ولن تصمد راية فوق ركام الوطن.

الأرض هي الثابت .. أما الأحزاب؟ فتُولد وتموت، وتذهب وتعود .. لكن الوطن إن ضاع، ضاع معه الجميع.

شاهد أيضاً

حالة الطقس في الوطن

حالة الطقس في الوطن : أجواء شديدة الحرارة في جميع المناطق

شفا – توقعت دائرة الأرصاد الجوية أن يكون الجو اليوم الجمعة، شديد الحرارة وجافا حيث …