9:30 مساءً / 9 يوليو، 2025
آخر الاخبار

كمين بيت حانون ، المقاومة الفلسطينية تكتب معادلة الاشتباك الجديدة بالإرادة والثبات ، بقلم : بديعة النعيمي

كمين بيت حانون .. المقاومة الفلسطينية تكتب معادلة الاشتباك الجديدة بالإرادة والثبات ، بقلم : بديعة النعيمي

في عملية مركبة مساء السابع من يوليو ٢٠٢٥، وجهت المقاومة الفلسطينية في غزة، وتحديدا كتائب القسام، ضربة قاسية لقوة راجلة من كتيبة “نتسح يهودا” التابعة لجيش الاحتلال في منطقة بيت حانون شمال القطاع، حيث انفجرت عبوتان ناسفتان بها، ما أسفر عن سقوط عدد منها ما بين قتيل وجريح. ولاحقا أثناء عملية الإخلاء من موقع الانفجار، تعرضت قوات الإنقاذ لإطلاق نار ما أسفر عن سقوط مزيد من القتلى والجرحى وأصبحت عملية الإخلاء معقدة وطويلة، وتم استدعاء قوات إضافية.


حدث بيت حانون أضاف دليلا جديدا على تآكل قوة الردع الصهيونية برغم ما تمتلكه دولة الاحتلال من أسلحة متقدمة ودعم متواصل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب.

هذه العملية إنما تكشف عن تحول في فلسفة الاشتباك لدى المقاومة، التي باتت تعتمد في الأشهر الأخيرة على “الكمائن الصلبة” لا “الضربات السريعة والفرار”.

وبحسب “قادة عسكريين كبار” في غزة فإن أكثر من ٧٠% من قتلى الجيش منذ استئناف العمليات في مارس ٢٠٢٥ سقطوا بفعل العبوات الناسفة. الرقم الذي يبلغ ٢٧من أصل ٣٨ قتيلا، يترك أثرا واضحا في فشل المنظومة الاستخباراتية والعملياتية في التعامل مع التهديد الأكثر إلحاحا على الأرض.

جيش الاحتلال، الذي شن حملة جوية مكثفة على بيت حانون خلال الأسابيع الماضية ضمن عمليات تهيئة قبل الهجوم البري، ظن أن هذه “التهيئة للأرض” كافية لبدء مناورة برية آمنة. إلا أن الواقع خالف التوقعات. العبوات كانت قد زُرعت بدقة لحظة مرور القوة، ما يعني إما خرقا أمنيا، أو تفوقا استخباراتيا لدى المقاومة. في الحالتين، النتيجة واحدة هي فشل ذريع في فرض السيطرة.

والأخطر، وبحسب جيش الاحتلال، أن مقاتلي القسام لم يفروا بعد تنفيذ الكمين كما كان معتادا، بل ظلوا في محيط الاشتباك واشتبكوا مع قوات الإخلاء، مدفوعين برغبة واضحة في تسجيل إنجازات نوعية، ليست عسكرية فقط، بل إعلامية أيضا. فقد أصبحت عمليات التصوير جزءا لا يتجزأ من معادلة الردع لدى القسام، حيث يُنتج المحتوى عالي الجودة وينشر لاحقا ليقلب السردية ويزرع الإرباك لدى الجمهور في دولة الاحتلال.

وبحسب إذاعة جيش الاحتلال أيضا جاء أن “بيت حانون نفسها تحولت إلى نموذج للفشل الاستراتيجي الإسرائيلي في التعامل مع الجغرافيا المتحركة للمقاومة. بيت حانون، الواقعة على بعد أقل من ٣ كيلومترات من “سديروت”، احتُلت مرارا وتكرارا خلال السنتين الماضيتين. ومع ذلك، في كل مرة ينسحب فيها الجيش، تعود حماس وتعيد تموضعها، مدعومة بشبكة أنفاق تحت الأرض، تسمح لها بنقل القوات والمعدات وتفادي نيران الاحتلال”.

الرسالة التي بعثتها المقاومة الفلسطينية بما فيها كتائب القسام من بيت حانون واضحة ومباشرة، الردع للجيش الذي لا يقهر، انهار، والمعركة باتت تُخاض بقواعد جديدة تكتبها المقاومة، لا ما تسمى ب “المؤسسة العسكرية الصهيونية”. وليس هناك ما يسمى بـ”منطقة مطهرة” في قطاع غزة، وليس هناك “احتلال آمن”. وطالما بقيت الإرادة، بقيت المعركة.

وإذا كانت ما تسمى ب “النخبة السياسية الصهيونية” ما زالت تراهن على أن الزمن والتفوق التكنولوجي كفيلان بإنهاك المقاومة، فإن حادثة بيت حانون تنسف هذا الوهم بالكامل. فالمسألة باتت حرب إرادات متجددة، أثبتت فيها المقاومة أنها قادرة على امتصاص الضربات، وإعادة التموضع، والضرب في اللحظة التي يظن فيها العدو أنه انتصر.

حدث بيت حانون شكل رسالة واضحة بأن النصر لمن يستطيع الثبات في الميدان أطول، ويملك القدرة على الخروج مرارا وتكرارا من وسط الركام وأسفله…

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم الأربعاء

أسعار الذهب اليوم الأربعاء

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم الأربعاء 9 يوليو كالتالي : سعر أونصة الذهب عالمياً …