11:03 صباحًا / 3 يوليو، 2025
آخر الاخبار

لا أعلم إن كان الله سيقبل إعتذاري ؟ ، بقلم المفكر الاسلامي محمد نبيل كبها

لا أعلم إن كان الله سيقبل إعتذاري ؟ ، بقلم المفكر الاسلامي محمد نبيل كبها


لا أعلم إن كان الله سيقبل إعتذاري؟


صيحات في السابع من أكتوبر عذبتني.. صرخات في السابع من أكتوبر قتلتني
أصوات غزة التي حُفرت في ذاكرتي قُلي بربك كيف أنساها!! كيف أنساها!!
أشعر يا غزة بالخيانة.. مع أني والله ما خنتك
أشعر يا غزة بالعار.. مع أني والله ما بعتك


أشعر بالغضاضة تنسف أركاني وتهدم بنياني.. مع أني والله ما داهنت ولا بايعت ولا طبّعت ولا فرّطت ولا صفّقت..
ولكني أعترف يا غزة أن سوئتي بانت أمام أطفال بدون رؤوس.. وعورتي انكشفت إزاء نساء دقّت الناقوس..
إلهي.. ربي.. حبيبي.. مولاي.. أشعر أن صلاتي نفاق.. بيتي نفاق.. طعامي نفاق.. عملي نفاق.. نومي نفاق.. أشعر أن حياتي كلها نفاق..


وأعلم أن دموعي خيانة.. وأن اكتئابي الذي شطر ذاتي الى ذواتٍ قد قامت فيها القيامة..
يا غزة.. لم أعترف طيلة حياتي بسقوطي لأي انسان على متن هذا الكوكب.. ولكني اعترف لك بعجزي وعاري وانصهاري..
وأعلم يا غزة أنك سئمت الخطب والمظاهرات والشعر والدعوات.. ولله درّك.. فكيف لغزة أن تتحرر بالكلمات؟!
تقفين بين سنيّ خلع العذار.. وبين شيعي يخشى العار


أيّها السابع من أكتوبر.. بإسمك آمن من آمن، وكفر من كفر، وأنا أؤمن أن نصر الله آت، ولكني لا أعلم إن كان الله سيقبل إعتذاري..


يا شعب غزة.. هل تقبلون اعتذاري؟
يا شعب غزة.. ما الحيلة والقلم والرصاصة في يد غيري!!
فأما الرصاصة فلا أعلم كيف أطلقها.. وأما الكلمة فقد قلتها.. وللعلم أنه في البدء كانت الكلمة، ولا يختلف اثنان على أن الكلمة مسؤولية، وتحديداً في نشر السردية الفلسطينية المقاومة والمجابهة لسردية الاحتلال الضِّلّيلة والحقيرة.

ولأن وطني يعاني من التلون السياسي في زمن يحتاج فيه إلى كل قلم واعٍ، كي يعيد رسم المشهد الفلسطيني كما هو، دون تزييف أو مبالغة أو تخاذل أو نفاق أو هروب أو سكوت، فقد أطلقت كلمتي.. وفي كل حرف حرّ فيها كنت أشعر بالحياة، إلا أن أحرفي كانت تحوم في وطني غريبة، حيث أغلق البائعون والمنافقون والمتخاذلون والمثبطون الشبابيك في وجهها.


وتم أسر صوتي وقنص أحرفي ومصادرة كتبي على يد العهر العربي والإسلامي، حكام العرب والمسلمون الذين لغوا في الظلم، والاستبداد، والتهميش، والتمييز، والتطبيع، والبيع، والخذلان، فصافحوا وقبّلوا جبين حيوان أمريكا، واعتبروا المواطن جاسوس، فانتزعوا أسنان المعارضين، وقطعوا أصابع المعترضين، واحتجزوا أرواح الثائرين.


كبلوا أصوات شعوبهم، وطحنوا كرامتهم، واطعموهم خبز الرعب، وزوّروا التاريخ، وبدلوا المناهج، وصنعوا الأحزاب، ومزقوا القصائد، وحجبوا أضواء الجهاد عن مواطنيهم من أجل غزة.


ولكن أكاذيب أمّة ال 3 ميار مسلم فضحتها لحظة حزينة في عين طفل غزاوي بريء فصل رأسه عن جسده، وطار في الهواء كعصفور حر يرفرف نحو ربه ليخبره بكل ما جرى.


غزة.. أشهد الله أني حاولت، ولكن ما بيدي حيلة ولا وسيلة، ويعلم الله كمّ التضييق والخناق والتهديد الذي تعرضت له، وما زلت أتعرض له من بعض أبناء وطني في فلسطين، ومن أبناء عروبتنا وجلدتنا وإسلامنا، ومن عدوي الإسرائيلي.
والآن أبحث عن صوتي، كي أنادي على أجزائي المنثورة على أرض غزة “رأس طفل مقطوع أقبله، جزء من جسد طفلة أحتفظ به”، أتوسلهم أن يسامحوني، أن يغفروا لي، أن يتجاوزوا عن ضعفي وقلة حيلتي وعاري وخذلاني، لعل الله يغفر لي ويصفح عني.


ولا أعلم إن كان الله سيقبل إعتذاري..
يا شعب غزة.. هل تقبلون اعتذاري؟

  • – المفكر الإسلامي محمد نبيل كبها
    عضو اتحاد كتاب وأدباء فلسطين
    عضو اتحاد كتاب وأدباء العرب
    عضو الإتحاد الدولي للمثقفين العرب

شاهد أيضاً

الصين : نائب رئيس مجلس الدولة الصيني يؤكد على أهمية التنمية عالية الجودة لقطاع التصنيع

الصين : نائب رئيس مجلس الدولة الصيني يؤكد على أهمية التنمية عالية الجودة لقطاع التصنيع

شفا – دعا نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قوه تشينغ إلى بذل الجهود لتمكين …