8:53 مساءً / 1 يوليو، 2025
آخر الاخبار

غزة والضفة ، يوميات الدم المتجدّد والعدالة المؤجلة ، بقلم: رانية مرجية

رانية مرجية

غزة والضفة: يوميات الدم المتجدّد والعدالة المؤجلة ، بقلم: رانية مرجية

في الثلاثين من حزيران 2025، لا تزال فلسطين تتنفس تحت الرماد. تتسارع وتيرة الأحداث في غزة والضفة، ويبدو أن الموت وحده هو الثابت في المشهد، بينما تتقلب المواقف الدولية بين بيانات الإدانة الهشّة وصمت الخذلان المدوي.

غزة: قصف مكثف تحت عنوان “التهدئة”


ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى ما يزيد عن 60 خلال الساعات الأخيرة، مع تصعيد عسكري عنيف شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق شمال غزة وحي الزيتون، طال مدارس ومرافق عامة ومنازل مكتظة بالسكان.
ورغم الحديث المتداول عن جهود أمريكية ودولية لإرساء تهدئة مؤقتة، تتواصل الغارات وتتجدد أوامر النزوح، في مشهد يشي بأن ما يُطبخ سياسيًا ما زال بعيدًا عن صحن الواقع المشتعل.

المفارقة المؤلمة تكمن في أن الحديث عن “هدنة” يتزامن مع استهداف الأطفال والعائلات، وكأن الحرب لم تكن كافية لتُسكت الضمير العالمي المتآكل.

الضفة: مستوطنون فوق القانون


وفي الضفة الغربية، باتت الاعتداءات اليومية للمستوطنين جزءًا من روتين العنف الممنهج. آخر حلقاته كانت اقتحام قاعدة عسكرية إسرائيلية من قبل مجموعة من المستوطنين، وإضرام النار فيها، وكتابة شعارات تحريضية على جدرانها. ورغم خطورة الحادث، اكتفت السلطات باعتقال خمسة فقط من المنفذين، في دلالة واضحة على التساهل المتكرر مع من يُفترض أنهم “مواطنون فوق القانون”.

هذه الاعتداءات ليست سوى وجه واحد من وجوه منظومة تتغاضى عن إرهاب المستوطنين، وتمنحهم حماية فعلية، في حين يخضع الفلسطينيون لأقسى أشكال المحاسبة والقمع.

ما بين عدوان غزة وإرهاب الضفة


ما يحدث اليوم في فلسطين ليس تصعيدًا مفاجئًا، بل استمرار لنهج طويل من العنف الهيكلي، المدعوم بسياسات احتلالية توسعية، تقوّض كل أفق للسلام أو الاستقرار.


في غزة، الحرب تحولت إلى نمط حياة.


في الضفة، القهر اليومي والاستيطان يحوّلان الأرض إلى فخٍ دائم.

إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بما هو أكثر من بيانات تنديد. فالصمت شراكة في الجريمة، والازدواجية في المواقف باتت مكشوفة. أما الحديث عن “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” دون ذكر حق الفلسطينيين في الحياة، فليس سوى تزوير أخلاقي وسياسي فادح.

خاتمة


في هذا المشهد الغارق بالدم والتناقضات، تبقى فلسطين صامدة، وشعبها متمسكًا بحقه في الوجود، رغم الجراح، رغم القهر، ورغم كل محاولات كسر الروح.


وستبقى غزة والضفة، بكل ما فيهما من نزف، شواهد حية على فشل العالم في إنصاف شعبٍ ما زال يقف في وجه الإبادة بسلاح الإرادة.

شاهد أيضاً

فارسين أغابكيان شاهين تستقبل السفير الصيني تسنغ جيشن وتثمن مواقف الصين الداعمة للقضية الفلسطينية

فارسين أغابكيان شاهين تستقبل السفير الصيني تسنغ جيشن وتثمن مواقف الصين الداعمة للقضية الفلسطينية

شفا – استقبلت وزيرة الخارجية والمغتربين فارسين أغابكيان شاهين بمقر الوزارة في رام الله، اليوم …