2:11 مساءً / 13 يوليو، 2025
آخر الاخبار

“وداعًا يا فارس الأرض ، وليد عساف في ذمة الله” بقلم : الصحفي سامح الجدي

"وداعًا يا فارس الأرض ، وليد عساف في ذمة الله" بقلم : الصحفي سامح الجدي

“وداعًا يا فارس الأرض ، وليد عساف في ذمة الله” بقلم : الصحفي سامح الجدي


في يوم حزين لفلسطين، ترجّل أحد فرسانها الحقيقيين، وغابت قامة نضالية شامخة… رحل وليد عساف، ابن الأرض، وصاحب الموقف الصلب، والروح الوطنية التي لم تنحنِ يومًا لرياح الانكسار أو التنازل.


رحل الوزير القائد، الذي حمل على عاتقه همّ الأرض والمزارع، فكان وزير الزراعة الأقرب إلى الفلاحين، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الأكثر حضورًا في ميادين المواجهة. لم يكن منصبه مجرد كرسي، بل كان منصة للمواجهة، وصفعة في وجه الاستيطان والجدار، ودرعًا بشريًا للدفاع عن كل شبر مهدد بالمصادرة.


لم يعرف وليد عساف التردد أو الخوف، بل عرفته الجبال والسهول، عرفته قرى الضفة الغربية مقاومًا، كما عرفته ساحات الاشتباك السلمي في مواجهة جنود الاحتلال وجرافاته. وقف بكل ما أوتي من عزيمة ليقول: “هذه الأرض لنا، ولن نفرّط بها”.


كان عضوًا في المجلس التشريعي، وممثلًا أمينًا لأبناء شعبه، صادقًا في طرحه، واضحًا في مواقفه، لا يعرف المواربة، ولا يمارس الرمادية. وكان أسيرًا حرًا، قاوم القيد كما قاوم الجدار، وظل صلبًا في وجه كل محاولات الكسر والإذلال.
بعيدًا عن السياسة والمناصب، كان وليد عساف إنسانًا نقيًا، فلاحًا بسيطًا في روحه، كبيرًا في عطائه، دافئًا في علاقاته، محبًا للأرض كما لم يحبها أحد. كانت فلسطين تسكن قلبه، وكان قلبه مزروعًا في ترابها.


برحيله، تخسر فلسطين صوتًا شجاعًا وموقفًا نقيًا وشخصية وطنية جامعة. خسارة عساف ليست فقط لتيار أو فصيل أو هيئة، بل خسارة وطنية عامة، لرجلٍ نذر عمره لحماية الأرض ومقاومة الاستيطان، وظل ثابتًا على عهده حتى آخر يوم.
وداعًا أبا علاء …


سلامٌ على روحك، وسلامٌ على خطواتك التي عرفتها ساحات المواجهة.
نمْ قرير العين، فالوطن الذي أحببته لن ينسى.


“إنا لله وإنا إليه راجعون.”

شاهد أيضاً

مركز الاتصال الحكومي يرصد أهم التدخلات التي نفذتها الحكومة الأسبوع الماضي

شفا – – أصدر مركز الاتصال الحكومي، اليوم الأحد، تقريره الأسبوعي الذي يُظهِر أهم التدخلات …