12:26 صباحًا / 25 مايو، 2025
آخر الاخبار

في وداع فارس من زمن الثورة ، عدنان إسماعيل ياسين رداد “أبو عصام” بقلم : د. عمر السلخي

في وداع فارس من زمن الثورة ، عدنان إسماعيل ياسين رداد "أبو عصام" بقلم : د. عمر السلخي

في وداع فارس من زمن الثورة: عدنان إسماعيل ياسين رداد “أبو عصام” بقلم : د. عمر السلخي

قال تعالى:

“كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ”
[سورة آل عمران: 185]

في لحظة وداع لا تشبه سوى التاريخ، ننعى إلى أبناء شعبنا الفلسطيني وأحرار الأمة رحيل أحد رجال الثورة المنسيين في الإعلام، العظماء في الميدان، المرحوم عدنان إسماعيل ياسين رداد (أبو عصام)، الذي غادر دنيانا الفانية في مدينة نجران بالمملكة العربية السعودية، بعد مسيرة حياة حافلة بالنضال والعطاء.

هو أحد أبناء بلدة الزاوية بمحافظة سلفيت، غادرها شابًا بعمر 16 عامًا في عام 1964، ليبدأ رحلته مع الثورة الفلسطينية المعاصرة منذ لحظاتها الأولى، متطوعًا في صفوف حركة “فتح”، مؤمنًا بعدالة القضية، ومتيقنًا أن الكفاح هو الطريق نحو التحرير.

في أرشيف الثورة، يُذكر “أبو عصام” ضمن أوائل المقاتلين الذين خاضوا عمليات التسلل عبر نهر الأردن نحو الأراضي المحتلة في أواخر الستينيات، وكان له دور بارز في معركة الكرامة عام 1968، حين كان جنديًا صلبًا ضمن صفوف الفدائيين الذين صمدوا في وجه آلة الحرب الصهيونية.

شارك لاحقًا في حرب لبنان 1982، حيث قاتل بشجاعة في جبهات الجنوب وبيروت، وكان شاهدًا على حصار العاصمة، ومجازر صبرا وشاتيلا. وفي حرب المخيمات منتصف الثمانينيات، واصل أبو عصام دوره الوطني بثبات، رغم كل الانقسامات والصعوبات التي عصفت بالثورة.

وكانت أبرز محطاته الأخيرة، مرافقة الشهيد القائد سعد صايل (أبو الوليد)، رئيس هيئة أركان الثورة الفلسطينية، حيث لازمَه حتى لحظة اغتياله الغادر في سهل البقاع عام 1982، وكان أبو عصام من أوائل من حملوا جثمانه، ودوّنوا تفاصيل الحادثة.

برحيله، تفقد فلسطين أحد جنودها المجهولين، من أولئك الذين لم يبحثوا عن منصب أو شهرة، بل عن كرامة وطنهم، وسلامة شعبهم.


سكن أبو عصام مدينة نجران حتى وفاته بتاريخ ٢٤-٥-٢٠٢٥ ، ولم تطأ قدماه أرض الزاوية منذ أكثر من ستين عامًا، لكن الزاوية كانت في قلبه، وكان في قلوب أبنائها.

كل من عرفه عن قرب يؤكد انه وحدويًا، وطنيًا، قوميًا عروبيًا، لا يساوم على مبادئه، ولا يهادن في الحق. ترك أثرًا طيبًا في كل من عرفه، وكان رمزًا للكرامة والوفاء والإخلاص. فقد كان من أندر الشخصيات التي تفرض احترامها بحضورها وصدقها وهدوئها العميق.

نم قرير العين يا أبا عصام، فأنت من الذين لم يبدّلوا تبديلا.
رحمك الله وغفر لك، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

شاهد أيضاً

مسيرات استفزازية للمستوطنين في القدس المحتلة

شفا – نظم مستوطنون، مسيرات استفزازية في أنحاء متفرقة من القدس المحتلة. وأفادت مصادر محلية، …