12:18 صباحًا / 25 مايو، 2025
آخر الاخبار

عصابات المستوطنين ، إرهاب منظّم تحت حماية الجيش ، وغياب الرد الفاعل، بقلم : د. عمر السلخي

عصابات المستوطنين ، إرهاب منظّم تحت حماية الجيش ، وغياب الرد الفاعل، بقلم : د. عمر السلخي

عصابات المستوطنين ، إرهاب منظّم تحت حماية الجيش ، وغياب الرد الفاعل، بقلم : د. عمر السلخي

في الوقت الذي يُفترض فيه أن ينعم المدنيون بالأمن والسكينة في منازلهم، تتعرض بلدتا بروقين وكفر الديك في محافظة سلفيت لحرب حقيقية تشنّها عصابات المستوطنين تحت حماية مباشرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبتواطؤٍ رسمي واضح من الحكومة الإسرائيلية.

حرق المنازل والمركبات… إرهاب منظم

لم تعد الاعتداءات الاستيطانية مجرد “أعمال تخريبية” عابرة، بل باتت تمثّل نمطًا واضحًا من الإرهاب المنظم. في الأيام الأخيرة، أقدمت مجموعات من المستوطنين على إحراق منازل المواطنين في بلدة بروقين، بعضها كان مأهولًا بالسكان، ما هدد حياة الأطفال والنساء.

كما تم تسجيل حرق عدد من المركبات الخاصة، ليس فقط بهدف التخريب، بل في محاولة خبيثة لشلّ حركة المواطنين، ومنعهم من ممارسة حياتهم اليومية.

أشجار الزيتون تُحرق… ومشاهد الطقوس تثير الرعب

أشجار الزيتون، التي تمثل جزءًا من الهوية الفلسطينية والصمود، لم تسلم من نيران المستوطنين. عشرات الدونمات أُحرقت بالكامل، بعضها في وضح النهار، ضمن سياسة قطع الشريان الزراعي للبلدات المحاصرة.

وفي مشاهد تثير الرعب، قام المستوطنون بتنفيذ طقوس دينية خاصة في الأراضي المصادرة، ونصبوا خيامًا وكرفانات، تمهيدًا لبناء مستوطنة صناعية جديدة على أراضي المواطنين، تحت ذريعة “أراضي دولة”.

دعم حكومي وغطاء عسكري

كل هذه الجرائم لا تجري في الخفاء. بل تحدث أمام عدسات الكاميرا وتحت حماية كاملة من جيش الاحتلال، الذي يقوم بدور الشريك في الجريمة: يغلق الطرق، يفتش المنازل، يعتقل الشبان، ويؤمّن الحماية للجرافات والمستوطنين.

الأخطر أن المستوطنين يتحركون بدعم سياسي مباشر من حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، التي تُشرعن البؤر الاستيطانية وتخصص الميزانيات لحمايتها وتطويرها.

الدور المحلي: بين التوثيق والمقاومة الشعبية

أهالي بروقين وكفر الديك، رغم الحصار والخوف، لم يستسلموا. قاموا بتشكيل لجان حراسة شعبية، ووثقوا الانتهاكات بالفيديو والصوت، وأوصلوها للمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام، رغم شحّ الإمكانيات.

لكن هذا التحرك الشعبي بحاجة إلى دعم فعلي، وإسناد حقيقي من القوى الوطنية والفعاليات الاجتماعية في كل المحافظات، فالمعركة تتجاوز حدود جغرافيا البلدتين.

الدور الرسمي: غائب أم عاجز؟

رغم إصدار بيانات الشجب والإدانة، لم نشهد بعد موقفًا رسميًا فاعلًا بحجم الكارثة. المطلوب هو تحرك سياسي وقانوني حازم على الساحة الدولية، وتحريك ملف الاعتداءات للمحاكم الدولية باعتبارها جرائم حرب.

كما يُنتظر من المؤسسات الرسمية الفلسطينية توفير المزيد من الدعم الميداني والمادي للأهالي، من خلال لجان الطوارئ والمجالس المحلية، وتعزيز وجودها في الميدان.

نداء للمجتمع الدولي: لا تتركوا بروقين وكفر الديك وحدهما

آن الأوان للمجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته. ما يجري في سلفيت ليس مجرد “توتر”، بل هو تطهير صامت واستيطان متسارع تُرتكب فيه كل أشكال الجرائم الإنسانية، في ظل صمت قاتل من المؤسسات الحقوقية والإعلام الدولي.

من يوقف هذا الجنون؟

الاحتلال لا يخفي نواياه، والمستوطنون يسابقون الزمن لفرض وقائع جديدة على الأرض. فماذا نملك نحن؟ نملك الإرادة، والحق، والصمود… لكننا نحتاج إلى خطة وطنية موحدة لمواجهة زحف المستوطنين، وتفعيل كل أشكال المقاومة الشعبية، القانونية، والإعلامية، لأن المعركة لم تعد فقط على الأرض، بل على الوعي أيضًا.

شاهد أيضاً

مسيرات استفزازية للمستوطنين في القدس المحتلة

شفا – نظم مستوطنون، مسيرات استفزازية في أنحاء متفرقة من القدس المحتلة. وأفادت مصادر محلية، …