11:58 مساءً / 21 مايو، 2025
آخر الاخبار

العيش في الظل ، كيف تعيش النساء والأمهات الحصار في بروقين وكفر الديك؟ بقلم : د. عمر السلخي

العيش في الظل ، كيف تعيش النساء والأمهات الحصار في بروقين وكفر الديك؟ بقلم : د. عمر السلخي

العيش في الظل ، كيف تعيش النساء والأمهات الحصار في بروقين وكفر الديك؟ بقلم : د. عمر السلخي


يوميات النساء خلف الجدران وتحت القصف النفسي اليومي.
حين يُذكر الحصار، تُسرد القصص غالبًا عن الشهداء والجرحى والاعتقالات.


لكن في زوايا البيوت المغلقة، هناك بطلات بلا ألقاب، نساء وأمهات يحضنّ أولادهن، يخزنّ الخبز، ويعدن ترتيب الحياة في كل صباح، وسط صوت الرصاص، واقتحام الجنود، وانقطاع الحليب.

تحولت حياة النساء في بروقين وكفر الديك بعد ثمانية أيام من الحصار لنموذجا للمرأة الفلسطينية التي تمثل قوة صمود صامتة في وجه القهر اليومي.

مطبخ الحرب:

في بيتها القريب من المدخل الغربي لكفر الديك، تقول الحاجة “أم قاسم”:


“من يوم الحصار وأنا أخبز على الطابون، بخبّي الطحين بالبرميل، وبخلي شوية عدس احتياط. كل يوم بعمل وجبة وحدة بس… ما بعرف متى بسمع صوت الباب يتكسر.”

النساء أصبحن يقمن بتدبير البيوت في حالة طوارئ دائمة، مع غياب الغاز، وانقطاع الخبز، وصعوبة وصول المواد الغذائية.

حضن الأمان وسط الرعب:

أم عُدي، أم لثلاثة أطفال، تروي:
“كل ليلة بننام وأنا حاضنتهم. بنتي الصغيرة بتضل ماسكة تيابي، وابني كل ما يسمع صوت قوي، بركض تحت الطاولة.”

تضيف:
“أنا لازم أكون قوية، حتى لو قلبي بيوقع كل ثانية. ما بصرّخ، ما ببكي… بس كل ما بروحوا الجنود، بضمهم وببكي لحالي.”

الأم التي تحوّلت لمعلّمة ومعالجة نفسية وطبيبة:

مع إغلاق المدارس ورياض الأطفال، النساء أصبحن مسؤولات عن تعليم أولادهن بالبيت.
تقول المعلمة “أ.ج” من بروقين:
“بحاول أدرس بنتي بالبيت، وأحكيلها قصص لتهدأ، بس أنا نفسي محتاجة مين يهديني.”

النساء يتحمّلن العبء الأكبر في تهدئة الأطفال، إعداد الطعام، إدارة الأزمة، إخفاء الخوف، وبناء الأمل.

نساء تحت القصف المعنوي:

خلال عمليات التفتيش الليلية، اقتحم الجنود عشرات البيوت، وقلّبوا كل شيء.
تقول “أم محمد”:


“دخلوا الساعة 2 الفجر، قلبوا البيت، كبّوا الزيت والسكر على الأرض، كسروا اثاث المطبخ . بنتي صحيت تصرخ، وأنا واقفة ما بقدر أعمل شي… قلبي انكسر.”

الحصار لا يفرّق بين رجل وامرأة… لكنه يُثقل كاهل الأم أكثر:

بحسب أخصائيات اجتماعيات محليات، فإن نسبة النساء اللاتي أبلغن عن أعراض قلق حاد، وقلّة نوم، واكتئاب خفيف ارتفعت بشكل كبير خلال أيام الحصار.


النساء لا يخشين الموت، بل يخشين أن ينهار البيت الذي يقمن بحمايته كل دقيقة.

الحقيقة ان المرأة الفلسطينية ليست مجرد ضحية في هذا الحصار، بل هي بطلة الظل التي تحفظ الحياة رغم كل شيء.
في بروقين وكفر الديك، خلف كل جدار، هناك أم تُخفي ارتجاف يديها كي يطمئن طفلها، هناك زوجة توقد نار الطابون بكرامة، وهناك طفلة تتعلم الأمل من أمها، حتى في عزّ الليل والرصاص.

شاهد أيضاً

5 شهداء في قصف للاحتلال على جباليا بقطاع غزة

شفا – استشهد 5 مواطنين، الليلة، في قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة. وقال …