9:20 صباحًا / 20 مايو، 2025
آخر الاخبار

غزة ليست للبيع ، حين يتحدث المستعمر بلسان المستثمر ، بقلم : بديعة النعيمي

غزة ليست للبيع ، حين يتحدث المستعمر بلسان المستثمر ، بقلم : بديعة النعيمي

“دونالد ترامب” الذي لم يبخل على دولة الاحتلال بتمويل آلة قتلها خلال الحرب على غزة، خرج مؤخرا ليصف هجوم السابع من أكتوبر بأنه على حد زعمه “أحد أبشع ما شهد العالم” ، ثم استطرد قائلا إنه “سيفتخر لو امتلك غزة”. وكأن غزة ورثته من جده الذي لم يكن أكثر من حلاق في زواية مهملة في ألمانيا.

واقترح أن تسيطر الولايات المتحدة الأمريكية عليها وتحويلها إلى “منطقة حرة”. لكنها ليست المرة الأولى التي يُظهر فيها “ترامب” هذا النوع من الخطاب الاستعماري الوقح، غير أنه اليوم كان أكثر وضوحا بما طرحه من اي وقت مضى. وهو أي “ترامب” برغم الهدايا التي حصل عليها من دول الخليج، والتي يقال أنها وصلت ٤ ترليون دولار، إلا أن لعابه لم يتوقف عن السيلان طمعا في منطقتنا.

فهو لا يرى في غزة إلا فرصة عقارية. وقد قال بهذا الشأن “لدي أفكار جيدة جدا لغزة”، لمَ لم يقل أفكار للفلسطينيين؟
إن الجواب ببساطة لأن هذا الفلسطيني لا يعنيه، فكل ما يعنيه هو ما يمتلكه هذا الفلسطيني المحاصر المنكوب، الذي لا يجد رغيف الخبز ليسد جوع أولاده، بينما كنوز غزة تكمن تحت خيمته.

غير أن “ترامب” لا يدرك أن غزة ليست عقارا تنتظر المستثمرين. غزة كفلسطين عامة، هي قضية استعمارية عمرها اليوم ٧٧ عاما. ولكن رؤى “ترامب” تكمن في فلسفة بسيطة “اربح دائما” حتى لو عن طريق الكذب. فالقدس قبل سنوات لم تكن بالنسبة له أكثر من صفقة سياسية لكسب اللوبي الصهيوني، تماما كما غزة اليوم، فرصته الثانية لنيل رضا المحفل الماسوني الأعلى الذي يحرس على بقاء دولة الاحتلال. ودليل ذلك ما حصل من قصف عنيف في القطاع وخاصة مستشفى غزة الأوروبي الذي خرج عن الخدمة جراء الأحزمة النارية يوم ١٣/مايو، وشمال القطاع، حيث لم تتوقف المجازر منذ وضع قدمه في مغارة علي بابا المليئة بالكنوز الباهظة الثمن. وجثامين الشهداء تتكدس داخل مستشفى الأندونيسي جراء استهداف الاحتلال لبيت لاهيا ومخيم جباليا، وأكثر من ٢٥٠ شهيد خلال ٤٨ ساعة. ودير البلح تقصف. كما وينفذ جيش الاحتلال عمليات اعتقال في بيت لاهيا بعد محاصرة أحد مراكز الإيواء. وقصف في بلدة القرارة شرق خانيونس جنوب القطاع وتل الزعتر وغيرها، و “ترامب” يتلاعب بمشاعر المكلومين بأخباره الكاذبة عن وقف الحرب وإدخال المساعدات.

هذا ال “ترامب” لا ينظر لغزة كمدينة محاصرة، مدمرة، عاثت بها آلة عدو همجي بعد السابع من أكتوبر بأسلحة أمريكية وغربية، بل هي عقار غير مستقل على ضفاف المتوسط، لذلك هو حين يتحدث عن “وضع الناس في منازل آمنة”، فهو لا يعني إنهاء هذا العدوان، بل ترتيب ما بقي داخل السجن الكبير تحت الحصار ذاته ولكن بحصار اميركي صهيوني هذه المرة.

“ترامب” اليوم يعرض غزة كسلعة للبيع برعاية “البنتاجون” وبتمويل عربي يرفع علما اميريكا بجانب آخر صهيوني ثم يسميه تحريرا.

شاهد أيضاً

د. مجدلاني : نرحب بالبيان الصادر عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا وندعو لاجراءات ملموسة لتطبيقه

شفا – اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني …