4:43 مساءً / 17 مايو، 2025
آخر الاخبار

الشهرة ، والنمامون! بقلم : سارة النومس

الشهرة ، والنمامون! بقلم : سارة النومس

الشهرة ، والنمامون! بقلم : سارة النومس


أصابني الذعر بسبب أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي، بين فترة وأخرى يفقد المتابعون أحد نجومهم إما بموت مفاجئ، أو بطريقة غامضة، أو يتعرضون للقتل أثناء بث مباشر ليقوم الناس بعد ذلك بنشر لحظة الموت في جميع مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح التطبيق نذير شؤم على مرتاديه ونجومه ممن يحصلون آلاف الدولارات بسبب البث المستمر أمام الناس، وأتساءل بعد كل هذا التصوير والبث وجمع الأموال ماذا حصدوا في النهاية؟ وأتذكر قول أبو العتاهية:

لمن نبني ونحن إلـى ترابٍ؟

فكلكم يصير إلـى تباب!

وبمناسبة الحديث عن الشهرة، فعندما نجلس مع أصدقاء لابد أن تكون هناك شخصية تتسلط الأضواء عليها بسبب قوتها أو حديثها، أو ربما (أحياناً) الأكثر نميمة، فهي الشخصية التي ينتظرها الجميع كي تأتي بآخر التطورات عن الآخرين، وأحياناً يتم اللجوء لاختلاق قصة.

دعنا من الشخصية الأولى ولنتجه إلى أحدهم في الجلسة يفكر بينه وبين نفسه: يا إلهي كم أنا نكرة هنا! أريد أن أصبح نمّاماً كي أحظى بالشهرة ويحبني الآخرون، ويعزمونني في كل مناسبة! عندما تبدأ هذه الشخصية بالنميمة فإن المجلس يغير اتجاهه تدريجياً إليها، وقد تصبح هذه الشخصية هي نجمة المجلس المستقبلية.

هذا المجتمع لا يردعه قانون ولا دين ولا أعراف؛ فالنميمة على قدر سوئها إلا أنها عامل رئيسي جداً لكسب مشاعر الناس واهتمامهم وأحياناً تخليص معاملاتهم، والشخصية التي لا تتحدث ولا تتدخل في شؤون الآخرين فهي عادة منبوذة، ولا مصلحة من ورائها. المجالس التي تكثر فيها النشاطات النميمية، عادة ما يكون هناك رئيس لهذا المجلس وهو شخص ذو خبرة واسعة في الحديث عن الناس وعنده معلومات كثيرة وسرية للغاية عن كل شخص ينوون الحديث عنه، تلك الشخصية القوية تتبعها «القردة الطائرة» كما أطلق عليها فيلم «ساحر أوز» والتي تتمثل بالأشخاص الذين يتوددون لرئيسهم بإطلاعه على آخر التطورات وأخبار الناس وتزويده بالمعلومات، وما هو المقابل؟ رضاه عنهم!

إن تواجد الشخصيات الضعيفة في حياتنا ربما يجعلنا نشعر بالأسف تجاههم وأحياناً مساعدتهم على تقوية أنفسهم، لكنهم الفريسة المطلوبة لكل شخص نرجسي متمرد يبحث عن ضعفاء يتبعونه ليعكسوا مدى قوته وصرامته في المجلس، وبالتالي فهم ساهموا بشكل مباشر في توجيه الأضواء الساطعة تجاهه كي يكون هو أهم ما في المكان ويبقون هم «لا شيء».

شاهد أيضاً

بالتعاون مع إنجاز فلسطين ، جامعة خضوري تُطلق برنامجاً تدريبياً لتعزيز مهارات الاتصال والتواصل لطلاب التعليم التكاملي

بالتعاون مع إنجاز فلسطين ، جامعة خضوري تُطلق برنامجاً تدريبياً لتعزيز مهارات الاتصال والتواصل لطلاب التعليم التكاملي

شفا- انطلق البرنامج التدريبي “مهارات الاتصال والتواصل” الموجَّه لطلاب التعليم التكاملي في جامعة فلسطين التقنية …