
“صندوق أحمد قديروف الخيري .. يد الشيشان التي امتدت بالرحمة لغزة الجريحة” بقلم : الصحفي سامح الجدي
في خضم المحنة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل، لم تكن الاستجابة الإغاثية محصورة ضمن الحدود الجغرافية أو المصالح السياسية، بل تجلت ملامح التضامن من أقصى الشرق إلى قلب فلسطين، حيث برز صندوق أحمد قديروف الخيري كواحد من أبرز عناوين الدعم الإنساني والديني والأخلاقي للشعب الفلسطيني، مقدماً نموذجاً عملياً للتكافل في أبهى صوره.
بتوجيه مباشر ورعاية سياسية واضحة من الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، كثّف الصندوق من نشاطه الإغاثي خلال الأشهر الماضية، حاملاً رسائل محبة ومؤازرة من شعب الشيشان إلى أهل غزة المحاصرين. وقد تنوّعت أشكال المساعدة التي قدمها الصندوق لتشمل أبرز احتياجات النازحين والضحايا، وخصوصاً في ظل الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية ومصادر الحياة الأساسية في القطاع.
ففي الوقت الذي يعاني فيه سكان القطاع من أزمة حادة في المياه، كانت مبادرات “سقيا الماء” من أولى خطوات الصندوق، حيث جرى توزيع آلاف الأكواب من المياه النقية، تخفيفاً من وطأة العطش ومراعاةً لظروف النزوح القاسية.
كما عمل الصندوق على توفير سلال غذائية متكاملة للأسر المتضررة، تحتوي على المواد الأساسية التي تضمن لهم البقاء في ظل انقطاع الإمدادات وشح الموارد، في مشهد إنساني تجلّت فيه روح العطاء بعيداً عن الضجيج الإعلامي. ولم يتوقف الدعم عند المواد العينية، بل شمل أيضاً مساعدات نقدية مباشرة للأسر الأشد فقراً، بهدف تمكينها من تلبية حاجاتها الخاصة بكرامة واستقلالية.
وفي ظل الحاجة الماسة للطعام الساخن، سيّر الصندوق حملات توزيع وجبات جاهزة بشكل يومي في المناطق المنكوبة ومراكز الإيواء، ليقدم للنازحين جرعة دفء إنساني في ظل برد الواقع وصقيع الألم.
هذا الدور النبيل الذي يلعبه صندوق أحمد قديروف الخيري ليس مجرد دعم إغاثي عابر، بل يأتي ضمن رؤية سياسية وإنسانية يقودها الرئيس رمضان قديروف، الذي لطالما عبّر عن وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني، واعتبار ما يجري في غزة قضية أخلاقية تتجاوز حدود الدين والقومية.
إن ما يقدمه الصندوق يمثل أكثر من مجرد مساعدات طارئة؛ إنه تعبير عن تحالف روحي وإنساني يعبر الحدود، ويرسم خريطة جديدة للتضامن الإسلامي في أوقات الشدائد. غزة اليوم لا تنسى، ومن تحت الركام ترفع يدها بالدعاء، لعلها تصل إلى هناك .. حيث تبدأ القصة من قلب الشيشان.