1:10 صباحًا / 30 أبريل، 2025
آخر الاخبار

بدون خصوصية ، بقلم : منى سامي موسى

بدون خصوصية ، بقلم : منى سامي موسى

للأسف وبدونها ، الإناث في غزة انعدموا من حياتهم الشخصية في مكتظة الأزمة والطوارئ والموت والجرح والنزح…. ،

كل شي ذهب ، بالفعل الماضي ، وليس المعدن النفيس ، لم يبق أمان وأمن ، ولا بيت مقام ، ولا حتى مقومات للحياة الصغرى في كفافها . الإناث صرن يقضين نهارهن داخل الخيمة الوافدة ، يعملن كل مهامهن من أكل وشرب ولطم وعويل ، والقليل من الهدوء ، والعديد من الأمور التي لا تخطر على قلب المدينة ، وحتى قضاء حاجاتهن الشخصية داخل الخيمة ، وليس بالضرورة أن يتحرجن لروائح الغائط ، فالملوثات هناك بلا عدد.


طوال الوقت الذي لا يمر يضعن الحجاب على رؤوسهن المثقلة بلا فواصل ، فسمة الاتصال أو تواصل بين الزوج والزوجة في ( بح ) . وللأسف وبدونها ، الهمسة في الخيمة لها صدى ، ما يعني أن رفع الحدث الأعظم لم ولا يأتي ، وفي هذا الاكتظاظ تصبح الشخصنة من الأمور العامة .


حين تعطس خولة وكل الخولات ، يتم سماع الحارة والحارات بلا تشميت ، لأننا نعرف بعضنا جيدا ، لدرجة أن الغسيل مكشوف لأهل الله وملحديه.


أما طنجرة الطبخ التي ما ندر تكتظ بالنار ، فمحتواها مكشوف أيضا من الرائحة التي تجوب معسكر الخيام ، الطبخة معروفة يا مدام ، وإن كان محتواها لحم مثلا ، تأتيك التهاني من خلف الشبابيك الممزقة في كل خيمة ، فاللحم عملة نادرة في قاموس النزوح والإيواء.


إن جدول عمل السيدات في الخيام معروف ومكشوف ، لا حاجة للجواسيس في ترصد يومياتهن ، فيكفي أن تهمهم لتلقى سبعين أذن تنتظر منك الحرف الأول ، وفي خطواتها الاولى خارج الخيمة ، يتم تحديد مسيرها المكشوف لخلق الله قاطبة .


في استلام بطاقة المساعدة ، هناك اشتراكية بلا ديموقراطية ، الكل يتشارك النظر ، وكل النساء يسمعن محادثة الهاتف الخاص والعام ، لا منجى ولا ملجأ من السماع إلا السماع ، وهكذا نطبق الشيوعية في الخيام بشكل لم يعرفه لينين ، شيوعية الانفتاح على كل شيء ، فكل الأشياء متشاركة ، والخصوصيات خلف ماضينا .


همست عبير في أذن أمها صباحا ، وقالت : لقد تكسر ظهر جارتنا في الخيمية ، من نومها على جنبها اليميين ، فأنا سمعتها وهي تئن من عظامها ، حيث قامت إلى الحمام عند الساعة الثانية وثلاث وأربعين دقيقة ، ولم تمكث أكثر من ثلاث دقائق ، ثم عادت وشربت شرفة ماء ، وتنهدت على الجنب الثاني ، وقالت : إن كنت تسمعيني يا عبير فلا تخبري أمك .


هنا غزة…..

شاهد أيضاً

إشهار كتاب المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات التهويد للكاتبة الدكتورة سارة الشماس

إشهار كتاب المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات التهويد للكاتبة الدكتورة سارة الشماس

شفا – شهدت دائرة المكتبة الوطنية في الأردن، حفل إشهار كتاب “المسجد الإبراهيمي بين عراقة …