4:07 صباحًا / 25 أبريل، 2024
آخر الاخبار

الشباب في بلدي بين مرارة الواسطة ومحدودية الفرص بقلم : حنين سمير أبو حمدة

الشباب في بلدي بين مرارة الواسطة ومحدودية الفرص بقلم : حنين سمير أبو حمدة

لا يزال الشباب يعاني من آثار البطالة والفقر وعدم المساواة المتفشية في القطاع ولا زالت جيوش العاطلين تبحث في كل مكان عن فرص العمل الشحيحة ،ويزيد من مرارة هذا الواقع تفشي الواسطة والمحسوبية حتى تحولت إلى موروث ثقافي يتغلغل في كافة مناحي الحياة .

عانى الشباب في العقد الماضي ولا يزالون يعانون من قلة الفرص المتاحة أمامهم ،وفي ظل هذا الواقع تصبح مشاريع المجتمع المدني الملجأ الوحيد للشباب للاستفادة من بعض الفرص الضئيلة للتشغيل،وبعض فرص البطالة المؤقتة التي تطلقها عدة برامج و القليل من وظائف الحكومة في غزة والقطاعات النادرة في وكالة الغوث ،وفور ما يتم الإعلان في المواقع المخصصة عن وظائف يتسارع الشباب للتقديم هنا وهناك لكن دون جدوى نظراً للتفاوت الشاسع بين قلة العرض وازدحام الطلب .

إن ما يعانيه الخريجون والشباب من الآليات والشروط المتبعة يمثل فصلاً متكاملاً من المعاناة ،فبعض المؤسسات تضع معوقات وشروط قد تجعل من الخريجين فريسة للإحباط بعد فشلهم في الحصول على أحد تلك الفرص بسبب عدم توافر المعايير الصعبة والمعقدة في الوظائف والمشاريع المعلنة ،وذلك يعود لأسباب كثيرة فالبعض يضع شروط محسوبة ومحسومة مسبقاً بناءً على العلاقات أو الأقارب أو تبادل المصالح والمصيبة الكبرى تكمن بناءً على الرشوة ،والبعض يطلب شروط تعجيزية لإبقاء الوظيفة داخلية في المؤسسة ،وآخرين يعلنون عن الوظائف ويقع الشباب فريسة للأنظمة واللوائح الداخلية .

إن منظومة اللوائح والشروط والمعايير التي تتبع في المؤسسات والمنظمات لازالت تحتاج للتطوير وإن الشباب بحاجة عشرات الآلاف من الوظائف والفرص في ظل إجراءات تضييق خانق وانحسار الفرص وتراجع الدعم لقطاع غزة وعدم تمكن حكومة التوافق في العمل وفتح مجال التوظيف والتشغيل في قطاع غزة حسب حاجة الشباب ومتطلبات السوق.

فإن الشباب بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى المصالحة الوطنية ووضع استراتيجية جديدة وبرنامج وطني متفق عليه في الضفة وغزة والقدس ،يعتمد على آليات وبرامج تشغيل وتوظيف و ابتعاث في الدول العربية والسوق المحلي ،ويحتاج إلى تبني مشاريع تنموية واقتصادية لمحدودي الدخل بالإضافة إلى الاستثمار في عقول الشباب كباقي الشعوب التي تمكنت من الانتصار على الاستعمار مثل نموذج النمور الآسيوية أو البلدان التي هزمت التحديات الداخلية وفضلت بناء الإنسان و ترسيخ الدولة المدنية المتحررة من أصحاب النفوذ لتنتقل لدول مصنعة ومنتجة وتنافس في الاقتصاد العالمي كتركيا ، لذلك على الشباب أن يطلقوا صرخاتهم للمطالبة بالاقتصاد التنموي الذي يحقق لهم الدخل ويحافظ علي كرامتهم ويشكل أول الجسور للانطلاق للمستقبل.

وعليه يجب أن لا نبقى مكتوفي الأيدي أمام الخيارات الضعيفة والبقاء رهينة لمشاريع يراها الممول بعيداً عن التنمية المستدامة والضغط علي المؤسسات والحكومة لوقف تلك البرامج العبثية المؤقتة والضعيفة والتي لا تلبي طموحاتنا واقتصادنا وكرامتنا ولا تعزز صمودنا لنقل كلمتنا بصوت واحد: “لا للمشاريع المؤقتة والمرتجلة ،نعم للتنمية المستدامة التي تمكن الشباب “.

ونحن نؤمن إيماناً راسخاً بأننا سنستمر في الدفاع عن معايير الشفافية في آليات التوظيف وأن نعلي صوتنا لمحاصرة مواطن الفساد من واسطة ومحسوبية وأن البقاء للأجدر ولأصحاب الكفاءة.

شاهد أيضاً

لأول مرة .. مفاوضات روسية أوكرانية مباشرة بوساطة قطرية

شفا – أعلنت المفوضة الروسية لشؤون الطفل أن روسيا وأوكرانيا أجريتا لأول مرة مفاوضات مباشرة …