7:10 مساءً / 25 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

بيرزيت بين الماضي والحاضر ، كتاب جديد للدكتور حسين الريماوي ، بقلم : نصير أحمد الريماوي

بيرزيت بين الماضي والحاضر ، كتاب جديد للدكتور حسين الريماوي ، بقلم : نصير أحمد الريماوي

بيرزيت بين الماضي والحاضر ، كتاب جديد للدكتور حسين الريماوي ، بقلم الكاتب : نصير أحمد الريماوي

  • توصياته قابلة للتطبيقِ في الحاضرِ والمستقبلِ، و تُسهم في دعمِ صنّاعِ القرارِ والمهتمّينَ بتنميةِ البلدةِ وتطويرِه
  • يُعرِّف الأجيال الجديدة بماضيها المجيد وحاضرها الراهن و يُؤهلها لتقديم نظرة إيجابية نحو المستقبل.

لقد أهداني د. حسين الريماوي كتابه الجديد، بعنوان” بيرزيت بين الماضي والحاضر” مشكورا يتكون من(264) صفحة من الحجم المتوسط، ويحتوي على عشرة فصول، بالإضافة إلى مراجع عربية وأجنبية، وملاحق بأسماء العائلات، وسجل النفوس العثماني، وصور رؤساء بلدية بيرزيت، ورؤساء جامعة بيرزيت وطلبتها الشهداء.


تناول هذا الكتاب دراسةُ بلدةَ بيرزيتَ منذ بداياتِ القرنِ السادسِ عشرَ وحتى نهاية الربعِ الأوّلِ من القرنِ الحادي والعشرينَ، من حيثُ التاريخِ، والجغرافيا، والجوانبِ الاجتماعيةِ المتعدّدةِ. كما تبحثُ في تأثيرِ الأوضاعِ الأمنيةِ على سكّانِ البلدةِ، لا سيّما فيما يتعلّقُ باستقرارِهم واستمراريتِهِم في الإقامةِ. وقد سلّط الضوءَ على العلاقةِ التي نشأت بين السكانِ وسبلِ معيشتِهم من جهةٍ، وبين الأحوالِ المناخيةِ السائدةِ من جهةٍ أُخرى.
لقد كانت آخرُ الدراساتِ التي تناولت بلدةَ بيرزيتَ قبل نحوِ أربعينَ عامًا، حين قام المرحومُ موسى علوشَ بدراستِها. ومنذ ذلك الحين، شهدت بيرزيتُ العديدَ من التغيّراتِ والتحوّلاتِ، الأمرُ الذي يفرضُ ضرورةَ إعادةِ تحليلِ واقعِها الراهنِ، في ضوءِ المستجدّاتِ المختلفةِ. ويُعزَّز هذا التوجّهُ بتوفّرِ عددٍ كبيرٍ من الوثائقِ التاريخيةِ، إلى جانبِ الدراساتِ السابقةِ المكتوبةِ باللغاتِ الإنجليزيةِ والفرنسيةِ والألمانيةِ، والتي أصبحت متاحةً للباحثينَ اليومَ بدرجةٍ أكبرَ مما كانت عليه في السابقِ.
إضافةً إلى ذلك، تمكّن المؤلف من جمعِ عددٍ كبيرٍ من الوثائقِ والسجلاتِ العثمانيةِ المكتوبةِ بالحرفِ العربيِّ.
وأمّا البياناتُ التي وفّرها الجهازُ المركزيُّ للإحصاءِ الفلسطينيِّ، فقد خضعت للمعالجةِ والتحليلِ، وأسفرت عن مؤشّراتٍ هامّةٍ تتعلّقُ بماضي بيرزيتَ وحاضرِها، بل وتُسهمُ في تقديمِ رؤًى مستقبليةٍ تُفيد في فهمِ مساراتِ تطوّرِها.
تناولَ هذا الكتابُ تاريخَ بلدةِ بيرزيتَ والفتراتِ الزمنيّةَ التي مرّت بها عبر العصورِ. كما استعرضَ “الريماوي” واقعَ البلدةِ خلال فترةِ الحكمِ العثمانيِّ، منذ بدايتِه وحتى نهايتِها. وقد خصّص حيّزا وافرا لعرضِ تطوّراتِ بيرزيتَ وتحليلِ أوضاعِها، لا سيّما خلال الفترةِ الممتدّةِ بين عامِ 1527 وعامِ 2025، لما تمثّله من تحوّلاتٍ مفصليةٍ في تاريخِها الاجتماعيِّ والعمرانيِّ والاقتصاديِّ.
ناقشَ مؤلف الكتاب مصادرَ المياهِ في بيرزيتَ، مُبرزا أهميّتَها واستخداماتِها المتعدّدةَ. ونظرًا للارتباطِ الوثيقِ بين الزراعةِ والمواردِ المائيّةِ، فقد تناولَ هذا الجانبَ ضمن سياقِه التاريخيِّ. وبناءً على ما تقدّم، فرضَ موضوعُ اقتصادِ بيرزيتَ نفسَه كأحدِ المحاورِ الأساسيّةِ في الدراسةِ، وذلك للفترةِ الممتدّةِ من القرنِ السادسِ عشرَ وحتّى الوقتِ الحاضرِ. عندما استفحلَ المشروعُ الصهيونيُّ في فلسطينَ، بادرَ الشهيدُ عبدُ القادرِ الحسينيُّ إلى تأسيسِ منظمةِ “الجهادِ المقدّسِ” للدفاعِ عن فلسطينَ، ومنعِ وقوعِها تحت الاحتلالِ الصهيوني.
في تلك الفترة، كانت بلدةُ بيرزيتَ بمثابةِ قاعدةٍ لقيادةِ “الجهادِ المقدّسِ”، واستمرَّ هذا الدورُ حتى نهايةِ حربِ عامِ 1948، التي أسفرت عن نكبةِ الشعبِ الفلسطينيِّ.
لقد عَمِدَ “الريماوي” إلى تخصيص قسم من هذه الدراسةِ لتناولِ تاريخِ تأسيسِ بلديةِ بيرزيتَ، منذ انطلاقتِها وحتى الوقتِ الراهنِ، مع تسليطِ الضوءِ على أبرزِ إنجازاتِها خلال العشرينَ سنةً الماضيةِ. و تناولَ الباحثُ الحِرَفَ التقليديّةَ التي مارسَها أهالي بيرزيتَ، بهدفِ توثيقِها وتعريفِ المجتمعِ المحليِّ بها، إضافةً إلى إبرازِ أوجهِ الصلةِ بينها وبين الحِرَفِ السائدةِ في الوقتِ الحاضرِ. كما ناقش وحلل واقعِ الخدماتِ التعليميّةِ والصحيّةِ في البلدةِ، في ضوءِ المعطياتِ المتاحةِ. أمّا جامعةُ بيرزيتَ، فقد خصَّصَ لها فصلا مستقلا، تناولَ نشأتَها وتطوّرَها حتى الوقتِ الحاضرِ، بالنظرِ إلى دورِها المحوريِّ في المشهدِ الأكاديميِّ والوطنيِّ. و خَتمَ الدراسةُ بخلاصةٍ وتوصياتٍ قابلةٍ للتطبيقِ في الحاضرِ والمستقبلِ، بما يُسهم في دعمِ صنّاعِ القرارِ والمهتمّينَ بتنميةِ البلدةِ وتطويرِه.


خلاصة وتوصيات:


⦁ أدّى الحكم العثماني منذ بدايته إلى تثبيت الكثير من السكان في قراهم، كما قام العثمانيون بتوطين القبائل البدوية المشاغبة.
⦁ خلال القرن السادس عشر الميلادي، زاد عدد القرى الناشئة في المنطقة وجوارها وارتفع عدد السكان أيضًا.


⦁ بلغ عدد سكان بيرزيت عام 1914 حوالي 1400 نسمة، ولكن هذا العدد نقص ليصبح 700 نسمة بعد الحرب العالمية الأولى، وذلك بسبب موت بعض الأهالي خلال الحرب، وشيوع الأمراض مثل الكوليرا، وهجرة بعض السكان نحو “العالم الجديد”. وبعد انتهاء تلك الحرب عاد عدد السكان إلى الارتفاع التدريجي.


⦁ تبيّن أن سكان بيرزيت، سواء من المسلمين أو المسيحيين، مارسوا شعائرهم الدينية بكل سهولة أثناء الحكم العثماني.
⦁ منذ بداية الحكم العثماني، كانت بيرزيت تدفع رسومًا مرتبطة بإنتاج الحنطة والشعير والكروم والأشجار وأشجار الزيتون، ورسومًا على الماعز والنحل والأعراس، إضافة إلى متفرقات أخرى. كما دفع المسيحيون ضريبة الجزية.


⦁ أدّى الحكم العثماني إلى استقرار الأوضاع الأمنية في منطقة بيرزيت وجوارها، ولكن عندما ضعفت هذه الدولة، أدى ذلك إلى غياب الاستقرار، ونتج عن ذلك نزاعات بين القرى المختلفة في لواء القدس، وكذلك بين سكان الريف والقبائل البدوية، وهذه بدورها كانت تغيّر على مدينة القدس والمناطق المجاورة لها. كما حدثت حروب بين حزبي قيس ويمن، وتأثرت بيرزيت بهذه الحروب لأنها كانت تنضوي تحت حزب قيس.


⦁ تمكّن الباحث من الحصول على الوثائق العثمانية التي احتوت على أسماء سكان بيرزيت في القرن السادس عشر، وكذلك أسماء السكان في آخر تعداد عثماني جرى عام 1914.
⦁ اتّخذ الشهيد عبد القادر الحسيني بلدة بيرزيت مقرًا لقيادة “حركة الجهاد المقدّس” التي أنشأها عام 1947.
⦁ أثناء حرب عام 1948 وما بعدها، زاد عدد سكان بيرزيت بشكل فجائي نظرًا لقدوم آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين طُردوا من ديارهم قسرًا، وخاصة من منطقة السهل الساحلي. وفي عام 2017، بلغ عدد اللاجئين 5803 نسمة.


⦁ بعد عام 1967، نقص عدد السكان نتيجة لنزوح العديد من السكان إلى الأردن أو دول الشتات المختلفة. ولكن خلال فترة السبعينيات من القرن العشرين، عاد عدد سكان بيرزيت إلى الارتفاع، نظرًا لتحوّل كلية بيرزيت إلى جامعة، حيث استقر الكثير من العاملين والطلبة فيها.


⦁ شهدت بيرزيت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد سكانها إثر إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، حيث قدم الكثير من طواقم منظمة التحرير الفلسطينية، ومنهم من استقر في بيرزيت، سواء كانوا من أهلها أو من خارجها.


⦁ استمرّ التوسع العمراني لبلدة بيرزيت أفقيًا وعموديًا، وأدى هذا إلى نقصان مساحة الأراضي المخصصة للزراعة، كما ارتفعت أسعار الأراضي ارتفاعًا كبيرًا.
⦁ نظرًا للتمدد العمراني في بيرزيت والمناطق المجاورة، فقد أصبحت منطقة حضرية واحدة، مما يستدعي التخطيط لها مجتمعة في المستقبل.


⦁ كان لقدوم أطقم منظمة التحرير الفلسطينية وعائلاتهم إلى الضفة الغربية، واتّخاذ مدينتي رام الله والبيرة مركزًا للسلطة الفلسطينية، أثرٌ كبير في حدوث التمدد العمراني الأفقي والعمودي. وفي الفترة الأخيرة، اتّجه هذا التمدد نحو بيرزيت، خاصة وأن التمدد العمراني نحو الشمال والشرق والجنوب لهاتين المدينتين أصبح محدودًا نظرًا لوجود الاستيطان ومراكز الاحتلال العسكرية.


⦁ قامت سلطة الاحتلال بمصادرة مساحات واسعة من أراضي بيرزيت لصالح الشارع الاستيطاني الذي يمر شمالها، كما أنشأت حاجزًا عسكريًا بينها وبين قرية عطارة، وهذا يُعيق الحركة المرورية إلى جميع مناطق الأراضي الفلسطينية.
⦁ هناك 60% من سكان بيرزيت تبلغ أعمارهم تحت ثلاثين عامًا، وهذا يستدعي الانتباه لهذه الشريحة العمرية من حيث التعليم، والصحة، والإسكان، والأمان. أمّا من هم فوق 60 عامًا، فتبلغ نسبتهم 8%، وهي نسبة مرتفعة، مما يتطلب الانتباه إلى احتياجات هذه الفئة العمرية.


⦁ نسبة الذكور في كلٍّ من فلسطين ومدينتي رام الله والبيرة أعلى من نسبة الإناث، أمّا في بيرزيت فنسبة الإناث أعلى من الذكور، وذلك بسبب التحاق الكثير من الطالبات للدراسة في جامعة بيرزيت، بل والسكن في البلدة.
⦁ في عام 2017، أصبح الهرم السكاني لبيرزيت أكثر نضوجًا، وذلك لأن هذه البلدة تستقطب سكانًا من فئات عمرية مختلفة.
⦁ بين عامي 1997 و2017، زاد عدد الأسر التي يقل عدد أفرادها عن خمسة أنفار، وأصبح السكان يميلون إلى التقليل من عدد الولادات، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة.
⦁ تبيّن من مقارنة بيانات عام 1997 وبيانات عام 2017 أن بلدة بيرزيت تستقطب سكانًا من ذوي الكفاءات العلمية والمهنية.
⦁ أدّت الأزمات المرورية والكثافة السكانية المرتفعة في مدينتي رام الله والبيرة إلى صعوبة الدخول إليهما أو الخروج منهما، مما شجّع على الاستثمار العقاري في بلدة بيرزيت، وخاصة على جانبي الشارع الرئيسي الذي يخترقها من الشمال إلى الجنوب، وكذلك بجوار حرم جامعة بيرزيت.
⦁ تحوّلت بيرزيت من قرية ريفية إلى بلدة ذات اقتصاد معولم، حيث جذبت إليها أصنافًا عالمية من الغذاء.
⦁ استطاع عوض الله أبو عوّاد، وبالشراكة مع بعض المساهمين، إنشاء شركة حافلات لنقل الركّاب “شركة باصات بيرزيت بني زيد”، وما زالت هذه الشركة قائمة وتقدّم خدماتها لأبناء الوطن.
⦁ تبيّن أن بيرزيت تستقطب سكانًا من ذوي التعليم العالي والمهن الرفيعة، وذلك تلبية لاحتياجات جامعة بيرزيت والمؤسسات الحكومية والخاصة الواقعة في الجوار.


⦁ زادت المباني في بلدة بيرزيت بنسبة 54%، وهذا انعكاس للنشاط العمراني الكبير. وقد نقصت نسبة المباني المهجورة، حيث هُدم بعضها وتمّ بناء عقارات جديدة مكانها.
⦁ في عام 2017، وُجد في بيرزيت 363 منشأة منتجة، وهذه المنشآت تلبّي احتياجات المجتمع المحلي، وجامعة بيرزيت، وعابري الطريق إلى مختلف مناطق الضفة الغربية.


وقد شهدت البلدة اندماجًا كاملًا بين السكان أنفسهم وبين القادمين إليهم، سواء من عائلات قيسية أو التعامرة أو اللاجئين الذين طُردوا قسرًا من وطنهم عام 1948. كما أن الأهالي يندمجون مع القادمين الجدد إلى بلدتهم، خاصة بعد عام 1994، وهو تاريخ إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية.


لقد وجه شكره العميق في الكتاب لكل من: جامعة بيرزيت ممثلة بمكتبتها، وإلى طواقم العمل في بلدية بيرزيت، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ومديرية التربية والتعليم في بيرزيت، ولكل الذين أجرى معهم مقابلات، وعائلته الكريمة، وكل من ساهم في إعداد الكتاب حتى خرج إلى النور.


الدكتور حسين الريماوي، حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة كنت الحكومية- الولايات المتحدة الأمريكية في عام1985م، وقد أصدر العديد من الكتب في مجال تخصصه، كما ترأس فريق تأليف كتب مناهج تعليم الجغرافيا في فلسطين للصفوف من التاسع حتى الثاني عشر، ولديه عشرات البحوث العلمية المنشورة في مجلات علمية محكمة باللغتين، العربية والإنجليزية،ودرّس في العديد من الجامعات: العربية والأمريكية، ومنذ عام 1999 وحتى الوقت الحاضر يعمل أستاذ في جامعة بيرزيت، كما ترأس الجمعية الجغرافية الفلسطينية في الفترة مابين2013-2015م، وما زال عضوا بارزا فيها.


هذا الكتاب يعتبر إضافة جديدة للمكتبات الوطنية، وهام لإنعاش الذاكرة الفلسطينية، وللمهتمين والباحثين، ولكي تتمكن الأجيال الجديدة من معرفة ماضيها المجيد وحاضرها الراهن مما يؤهلهم لتقديم نظرة إيجابية نحو المستقبل.
كما علمت من المؤلف، بأن يباع الكتاب معروض للبيع الآن في الأماكن التالية: مكتبة دار الفكر – عمارة بنك القدس – شارع ركب – رام الله، وفي مكتبة دار الرعاة – شارع ركب – رام الله، وفي محل وليد عودة – شارع بيرزيت الرئيسي – مقابل صيدلية بيرزيت، وفي سوبر ماركت السعادة – مقابل دير اللاتين – بيرزيت.

شاهد أيضاً

اسعار الذهب اليوم

اسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت اسعار الذهب اليوم الخميس 25 ديسمبر كالتالي :شراء 4486 بيع 4488