9:49 مساءً / 18 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

الصين شريك موثوق لنهضة السعودية ، بقلم : السفير تشانغ هوا

الصين شريك موثوق لنهضة السعودية

الصين شريك موثوق لنهضة السعودية ، بقلم : السفير تشانغ هوا


الصين مستعدة لأن تكون الشريكة الأكثر جدارة بالثقة والاعتماد عليها في عملية النهوض الوطني لدى المملكة العربية السعودية


قبل أكثر من شهر، قام نائب الرئيس الصيني هان تشنغ بزيارة إلى المملكة وحضر المؤتمر التاسع لمبادرة مستقبل الاستثمار .وقبل أيام ،قام عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية وانغ يي بزيارة ناجحة إلى المملكة، حيث شارك في رئاسة الاجتماع الخامس للجنة الفرعية السياسية للجنة الصينية-السعودية المشتركة رفيعة المستوى مع وزير الخارجية السعودي صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان .وخلال سلسلة من اللقاءات والمحادثات الهامة، استعرض الجانبان الصيني والسعودي مسيرة تطور العلاقات الثنائية والإنجازات التي تحققت على مدى 35 عاماً منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ،كما تطلعا إلى آفاق مشرقة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية.

خلال السنوات الماضية ،وفي إطار التوجيه الاستراتيجي من الرئيس الصيني شي جين بينغ وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ،وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حققت التبادلات والتعاون عبر شتى المجالات بين الدولتين تقدما بطريقة سليمة ومطردة ،العلاقات الصينية السعودية تجاوزت البُعد الثنائي بشكل متزايد ،لتكتسب أهمية استراتيجية وتأثير عالمي على نحو متنام .الصين لطالما اعتبرت السعودية أولوية في دبلوماسيتها تجاه الشرق الأوسط وشريكة مهمة في استراتيجيتها الدبلوماسية العالمية، والصين على استعداد للعمل مع السعودية لتنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه قائدا البلدين، والتمسك بقوة باتجاه العلاقات الثنائية ،ودعم بعضهما البعض في القضايا التي تخص المصالح الأساسية بحزم ،وتنسيق التعاون عبر شتى المجالات على نحو أفضل، وإثراء مضمون الشراكة الاستراتيجية الشاملة على نحو مستمر ،وبناء العلاقات الصينية السعودية لتصبح نموذجا جديدا للمنفعة المتبادلة والثقة المتبادلة والتضامن بين الدول، من أجل دفع العلاقات الثنائية إلى مستويات جديدة.

في المجال الاقتصادي والتجاري، تعزز التعاون متبادل المنفعة بين البلدين بشكل أكبر. وتُعتبر الصين أكبر شريك تجاري للسعودية، حيث حافظ حجم التبادل التجاري الثنائي على تجاوز حاجز 100 مليار دولار أمريكي لسنوات متتالية، وبلغ حوالي 89.5 مليار دولار أمريكي خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر من العام الحالي. وإلى جانب التعاون في مجال الطاقة التقليدية، تعمل الدولتان على توسيع نطاق التعاون في قطاعات الصناعات الناشئة والمستقبلية، بينما يسير التعاون في سلاسل الإمداد والإنتاج على قدم وساق. ويدعم الجانب الصيني الشركات الصينية للاستثمار وإقامة الأعمال في المملكة، كما يرحب بمزيد من استثمارات الشركات السعودية في الصين.

في مجال التبادلات الإنسانية والثقافية ،توطَّدت أواصر التبادل والتعلم المتبادل بين الجانبين بشكل أعمق .ومنذ بداية العام الجاري، نظَّم البلدان قرابة 60 فعالية في إطار “العام الثقافي الصينية السعودية.” وقد طبَّقت الصين السياسات التجريبية للإعفاء من التأشيرة من جانب واحد لمواطني المملكة ،إلى جانب توقيع البلدين على اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمة والخاصة ،مما يسهم في تسهيل تبادل الأفراد بشكل مستمر .وعبر التبادل والاستفادة المتبادلة، تتعزز معرفة وشعائر المودة بين شعبَي البلدين باستمرار .وقد ذكر وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال مباحثاته مع صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان قيام ثلاثة شبان سعوديين بإنقاذ مواطنين صينيين بشجاعة في حادثة وقعت مؤخراً ،معرباً عن تقديره لأن هذا الحدث يجسِّد بشكل كامل السجايا النبيلة والروح الشجاعة التي يتمتع بها الشعب السعودي ،وخاصة شبابه ،كما أنه يعكس تجسيداً حياً للصداقة الأخوية المتأصلة بين الشعبين الصيني والسعودي.

في الشؤون الإقليمية والدولية، تكثف التواصل والتنسيق بين البلدين بشكل أكبر. تُعَدُّ السعودية عضوا مهما في العالمين العربي والإسلامي ،وقوة مستقلة في عملية التعددية القطبية .يدعم الجانب الصيني الجانب السعودي في لعب دور أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية ،ويستعد مواصلة الحفاظ على التواصل والتنسيق مع الجانب السعودي بشكل منتظم على المنصات المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة وومجموعة الـ20 والبريكس .وإن الجانب الصيني مستعد لتعزيز التواصل والتعاون مع الجانب السعودي في الشؤون المتعددة الأطراف، والعمل على ممارسة تعددية الأطراف الحقيقية ،والحفاظ على العدالة والإنصاف الدوليين، سعياً لأن تسير الحوكمة العالمية في مسار أكثر عدلاً ومعقولية، والمساهمة في تعزيز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

يوافق العام المقبل عام انطلاق الخطة الخمسية الخامسة عشرة للصين ،كما يصادف الذكرى الـ 10 لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية. في هذا العام الحيوي الذي يربط بين المرحلة السابقة والتالية ،سيواصل الجانب الصيني توسيع الانفتاح عالي المستوى على الخارج ،بما يوفّر فرصاً جديدة لتطوير العلاقات الصينية السعودية في المستقبل. إن الجانب الصيني مستعد لمواصلة تعزيز التبادلات رفيعة المستوى مع الجانب السعودي، ويرحب بزيارة قادة السعودية إلى الصين العام المقبل لحضور القمة الصينية-العربية الثانية، سعياً منها مع الجانب السعودي لوضع خريطة طريق لتطوير العلاقات العربية-الصينية. الجانب الصيني مستعد لأن تكون الشريكة الأكثر جدارة بالثقة والاعتماد عليها في عملية النهوض الوطني لدى المملكة، ويتطلع إلى العمل مع الجانب السعودي على تنفيذ التوافقات المهمة التي توصل إليها قائدا البلدين، وتوسيع التعاون العملي في مختلف المجالات، وتعزيز التبادل الإنساني والثقافي، وتحقيق مواءمة عميقة بين الخطة الخمسية الخامسة عشرة للصين ورؤية السعودية 2030، بما يفتح آفاقاً جديدة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

  • – تشانغ هوا – السفير الصيني لدى السعودية

شاهد أيضاً

الاحتلال يحتجز 4 مواطنين قرب تقوع في بيت لحم

شفا – احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، أربعة مواطنين قرب بلدة تقوع جنوب …