
عبيدٌ كُلّنا ، شعر : معاذ أحمد العالم
عَبيدٌ كُلُّنا ولِشيخِنا أَقنان
وليس لنا عنده قدرٌ ولا شَان
نُساقُ كالأغنام للجزارِ يذبَحُنا
ويأكلُ لحمَنا ظلماً وعدوان
نجوع ونشقى لا شفيعَ لنا
ليجني خَيرَنا زيدٌ وعمران
وإن شكونا همَّنَا يوماً لِسَيِّدنا
يُرينا مِنْ عذابِ القهرِ ألوان
وإن طلبنا مِنَ الرَّحمةِ قِسْطا
يُديرُ القتلَ فينا قِردٌ وشيطان
ننام على الطُوى وبَطْنٌ خاوِية
وينام شيخنا قَريرَ العين شَبعان
حياتنا في ظلهِ قَتَرٌ ومَخمَصَةٌ
وتَنعمُ حاشِينهُ بالخيرِ سيَّان
يجمعُ الأموالَ حِرصاً لذُرِّيَتِهِ
ونَصيبُنا منها شَحٌّ وحِرمان
وإن يَغضبُ لا شيءَ يُؤنِسهُ
ويملأُ الحيَ أتراحا وأحزان
ولم نَعُد نشعر أننا بَشر
ومات فينا الحِس والإنسان
في كلِ يومٍ الأحداثُ تَطحَنُنا
ويُحزِنُنَا أنَ السِّيدَ الطَّحان
ويُؤلِمُنا منه الجَفاء سَجيَّة
ويُقرِّب الأغرابَ أصحابٌ وخِلان
كريمٌ عليهم وفي طبعِهِ شَحٌّ
ويَمُنَّ علينا مِنَ الدراهمِ إثنان
يَذبُّنا كالكلابِ عن بابِ قصرِهِ
ولا يَرقُّ لِحالِنا وشأنه شان
تَطلُ علينا الأخبارُ كُلَّ نهارٍ
تُعكِّرُ صَفوَنا والنفسَ أحيان
فَتُفسِد نومَنا ونقضِي ليلنا
يموجُ بنا في الهَّمِ بَحران
بحرٌ مِنَ الجوعِ والفقرُ يجرفنا
إن يبدو مِنَّا عند وعِصيآنْ
وبحرٌ من عذابٍ لا حدود له
يَحفُّ شواطِئَه حرسٌ وسجّان
بئسَ الحياةُ حياة الذُلِ نغبطها
وبئسَ العيشُ إن يَصحبَه حِرمان
- -قريرالعين: مسرور ومطمئن
قتر: ضيق العيش
نغبطها: نتمناها، نرجوها
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .