9:07 صباحًا / 2 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

رسالة إلى سكرتاريا الشبيبة الفتحاوية المنتخبة ، كي لا يضيع التاريخ ، وثّقوا ذاكرة الشبيبة ، بقلم : د. عمر السلخي

رسالة إلى سكرتاريا الشبيبة الفتحاوية المنتخبة ، كي لا يضيع التاريخ ، وثّقوا ذاكرة الشبيبة

رسالة إلى سكرتاريا الشبيبة الفتحاوية المنتخبة ، “كي لا يضيع التاريخ… وثّقوا ذاكرة الشبيبة” ، بقلم : د. عمر السلخي


يا أبناء وبنات الشبيبة الفتحاوية…


يا حملة إرثٍ صنعته دماءٌ وعرقٌ ودفاترٌ كُتبت في الزنازين والشوارع والجامعات…


هذه رسالة ووصيّة، لا عتب فيها ولا تجميل، بل نداءٌ صادق من جيلٍ صنع الطريق كي تسيروا أنتم عليه اليوم.

لماذا التوثيق؟ لأن التاريخ إذا ضاع… ضاعت البوصلة

تعيش الشبيبة الفتحاوية لحظةً جديدة، لحظة انتخاب سكرتاريا أولى، لحظة تأسيس لمسار تنظيمي جديد، لكن لا يمكن لأي بناء أن يصمد إذا لم تُحفر جذوره في الأرض؛ والجذور هنا هي التاريخ… تاريخ الشبيبة، تاريخ العمل الشعبي، تاريخ جيلٍ كامل صنع الحضور الفتحاوي في الجامعات والشوارع والمؤسسات.

وثيقة واحدة، كتاب واحد، أرشيفٌ مصوّر، مقابلة مع من تبقى من المؤسسين… كلها احتياج اساس، بل خط الدفاع الأول لحماية الرواية الوطنية من النسيان والتزييف.

إنّ أخطر ما أصاب حركة فتح هو تقطّع الذاكرة، وتآكل الرواية الداخلية، وتراجع الاهتمام بتجربة الشبيبة التي كانت عمودًا فقريًا للنضال الشعبي، ومدرسةً خرجت آلاف الكوادر والقادة في كل المحافظات.

مراحل التأسيس… لحظات يجب أن تُخلّد

  1. مرحلة التأسيس الشعبي – أواخر السبعينات وبداية الثمانينات

في هذه المرحلة، بدأت لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي بالظهور في القرى والمدن والمخيمات.
كانت تجربة استثنائية؛ لأنها لم تعتمد على مكاتب ولا ميزانيات، بل على شبابٍ حملوا الفكرة على أكتافهم، صنعوا المبادرات، قادوا حملات النظافة، أعادوا بناء طرق، رصفوا مقابر، أصلحوا مدارس، وحملوا الفؤوس والمكانس والرايات.

  1. مرحلة التنظيم والانتشار – منتصف الثمانينات

هنا تحوّلت اللجان إلى أطر جماهيرية منظّمة، تقود العمل التطوعي وتدير المواجهة الشعبية مع الاحتلال.
كانوا يدخلون القرى كما يدخل الدم إلى العروق ، عملٌ بلا توقف، حضورٌ بلا غياب، وتضحياتٌ بلا حدود.

  1. مرحلة الجامعات – تأسيس الشبيبة الطلابية

مثّلت الجامعات الفلسطينية ميدانًا حقيقيًا للوعي الوطني.
كانت الشبيبة الطلابية حجر الأساس للحضور الفتحاوي في الجامعات:
جامعة بيرزيت، جامعة النجاح، الخليل، القدس، البوليتكنك، غزة، الإسلامية…
ومن ساحاتها تخرّج قادة أصبحوا وزراء ومحافظين ونوابًا وأسرى وشهداء.

  1. مرحلة الانتفاضة الأولى – 1987 وما بعدها

هنا بلغت الشبيبة ذروتها؛ كانت جزءًا من “حركة القيادة الوطنية الموحدة”، وذراعًا شعبيًا منظّمًا لفتح في الانتفاضة.
قادت التظاهرات، كتبت المنشورات، دعمت الأسرى، حافظت على التعليم الشعبي، وأدارت المربعات الأمنية والتنظيمية في مدن وقرى كثيرة.

أهم الشخصيات التي صنعت بصمة لا تُنسى

من الظلم أن تمر الشبيبة الفتحاوية من دون أن نذكر قادتها الأوائل، أولئك الذين وضعوا اللبنات الأولى، ومنهم — على سبيل المثال لا الحصر، وبعضهم شهداء، وبعضهم أسرى، وبعضهم ما زالوا أحياء:

مؤسسو لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي في الثمانينات في القرى والمدن.

قادة الشبيبة الطلابية في جامعة بيرزيت والنجاح والقدس وغزة.

الكوادر الميدانيون الذين تولّوا إدارة العمل الجماهيري في الانتفاضة الأولى.

الجيل الذهبي لقيادات الشبيبة الذين صاروا لاحقًا في مواقع سياسية وتنظيمية ووطنية رفيعة.

لقد صنع هؤلاء مدرسة كاملة، مدرسة لا تهمّش الشباب، بل تصنع منهم قادة.

مسؤوليتكم اليوم… أن تُعيدوا كتابة الرواية

لم يعد مطلوبًا منكم أن تحملوا الفأس أو تكنسوا الساحات كما فعلوا، بل مطلوب منكم أن تُنجزوا ما لم يُنجز:

  1. إعداد أرشيف شامل للشبيبة الفتحاوية

توثيق المقابلات مع المؤسسين.

جمع صور الفعاليات القديمة.

أرشفة البيانات والمنشورات التنظيمية.

كتابة تاريخ دقيق لتطور الشبيبة بين 1978–2025.

  1. إعداد “سجلّ الشبيبة” – كتاب رسمي يصدر عن سكرتاريا الشبيبة المنتخبة

يكون مرجعًا وطنيًا ومؤسسيًا للحركة، ويخلّد سيرة:

المؤسسين، الشهداء، الأسرى،القادة،التجارب التنظيمية المميزة.

  1. إعادة الاعتبار للجيل المؤسس

ليس تكريمًا رمزيًا، بل استعادة دورهم في:

التدريب،حل الإشكاليات،العمل الجماهيري،

بناء الجسور بين الماضي والحاضر.

  1. دمج الذاكرة في رؤية الشبيبة المستقبلية

من دون ذاكرة، لا توجد هوية.


ومن دون هوية، لا وجود لشبيبة قادرة على قيادة المرحلة القادمة.

كلمة أخيرة…

يا أبناء الشبيبة المنتخبة،


إنّ ما استلمتموه ليس منصبًا ولا مكتبًا، بل وديعة تاريخية.
وديعة حملها رجالٌ جالوا القرى كالنار في الهشيم، رفعوا العلم على أكتافهم، وحرسوا الفكرة بدمهم قبل حبرهم.

احفظوا الوديعة.
وثّقوا الذاكرة.
ضعوا التاريخ في مكانه الصحيح…
ليكون عليكم نورًا، ولمن يأتي بعدكم دليلًا.

فالشبيبة التي لا تعرف ماضيها… لن تصنع مستقبلها.

شاهد أيضاً

الاحتلال يعلن تصفية منفذ عملية الخليل

الاحتلال يعلن تصفية منفذ عملية الخليل

شفا – اعلن جيش الاحتلال عن تصفية منفذ عملية الدهس في الخليل أمس. وأفاد في …