إلامَ أمة الأعراب؟ شعر : معاذ أحمد العالم

إلامَ أمة الأعراب؟ شعر : معاذ أحمد العالم

إلامَ يا أمة العرب  والأعراب؟
إلام هذا القتل فيكم والدَّمار والخراب؟
إلام هذا الذل  والعار  والهوان؟
ودفن الرؤوس   في  التراب
إلامَ  عدوكم في كل يوم؟
يستبيح الأرض والعرض ولا شيء يهاب
يدوس على شواربكم
ويهتك  عرض أمَّتكم
ويمسح الجزمة بكرامتكم
ويدير القتل فيكم ويحيلكم إلى سراب
ثم يشرب نخبَ النَّصر فوق جماجمكم
ويسرف في الشَّراب                     
تدافع النملة عن حِياضها إذا الدَّخيل حضر
ويدفع  اليَعسوب بفكيه عن نفسه كل  شر
ولدغة  العنكبوت  تحميه  إن خصمه أصرّ
وتدافع  الطير عن أعشاشها إن تطفل البشر 
وإن تدنو من عسل النحل يُشبعك وخزا كالإبر
هكذا  كل الخلائق تحمي نفسها في البر والبحر
ليتكم منها تعلمتم كيف يُصان العرض ويدفع الخطر؟                        
إخوانكم  في الدِّين والدَّم في كل يوم يذبحون
تغتصب أرضهم ويهتك عرضهم من بني صهيون
الأرض مهدهم والسّماء لحافهم والله يحمدون
على قطرات من الماء وقليل من الفتات يقتاتون
وإذا ما طلبوا الغوث منكم ولى  الجميع هاربون
يقتلكم الخوف  والجبن  وترف  العيش  الأمين
ليس من قلة لكنكم كغثاء السيل سريعا تختفون
تبذِّرون المال إسرافا وعلى إخوانكم تبخلون
صرتم مثالا للسخرية بين الأمم وبكم  يتندرون*
ما عاد فيكم ذرة من كرامة وما عدتم تستحون                       
أين  الشهامة، والرجولة، والشجاعة، والفداء؟
وما يُحدِّث به الراوي عن الأجداد  بين الندماء 
وبطولات صدعتم بها  رؤوسنا صباحا  ومساء
وكيف  بسواعدهم نشروا  الإسلام في الأرجاء؟
لم يرهبهم  الخوف من الموت  وهجمة  الأعداء
ضحوا  بأرواحهم  رخيصة ليؤمِّنوا  لكم  البقاء
ليتهم لم ينجبوا أمثالكم وليتكم صرتم إلى فناء
فالقبر أولى  بكم  ولتحل عليكم  لعنة السّماء

• – يتندرون: بسخرون، يستهزؤون