1:10 صباحًا / 3 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

برنامج إعداد القادة ، رافعة وطنية لصناعة جيل قيادي جديد ، بقلم : د. عمر السلخي

برنامج إعداد القادة ، رافعة وطنية لصناعة جيل قيادي جديد ، بقلم : د. عمر السلخي

برنامج إعداد القادة… رافعة وطنية لصناعة جيل قيادي جديد ، بقلم : د. عمر السلخي

في زمنٍ تتزايد فيه التحديات وتتعمق فيه الحاجة إلى قياداتٍ واعية وقادرة على التغيير، تبرز المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة كحاضنة استراتيجية لإعداد جيلٍ جديدٍ من القادة، يؤمن بالعمل المؤسسي، ويتحلى بالمسؤولية الوطنية، ويجسد قيم النزاهة والتميز في الإدارة العامة.

منذ انطلاقة برنامج إعداد القادة، شكّل هذا البرنامج علامة فارقة في مسار التطوير الإداري في دولة فلسطين، باعتباره برنامجًا وطنيًا رائدًا يهدف إلى تمكين القيادات الشابة في مؤسسات الدولة من اكتساب المعارف والمهارات القيادية والإدارية الحديثة، وتعزيز قدرتها على التفكير الاستراتيجي واتخاذ القرار الفعّال، وإدارة الموارد بكفاءة في بيئة عمل مليئة بالتحديات.

ويأتي تخرّج الدفعة الثانية من البرنامج غدًا تتويجًا لمسيرة علمٍ وعطاءٍ استمرت على مدار عامين من التدريب ، شملت ورش عمل متخصصة، ودورات قيادية، ومشاريع تطبيقية واقعية، جسدت روح الشراكة والتكامل بين المشاركين والمدربين والمؤسسات الحكومية.


وفي ذات الحفل، سيتم أيضًا إطلاق الدفعة الثالثة من البرنامج، في دلالة واضحة على استمرارية النهج المؤسسي الذي تتبناه المدرسة الوطنية، وعلى نجاح التجربة التي أرست أسسها الدفعة الأولى وواصلتها الثانية.

لقد أثبتت التجربة أن برنامج إعداد القادة ليس مجرد تدريبٍ إداري تقني، بل هو مشروع وطني لبناء الإنسان الفلسطيني القائد، القادر على إدارة التحول في المؤسسات، وصياغة الرؤى، وإدارة التغيير، وتحويل الأفكار إلى واقعٍ ملموس يخدم المواطن ويعزز ثقة الناس بالمؤسسات العامة.


فمن خلال هذا البرنامج، تم تأهيل نخبة من الكوادر الميدانية والإدارية في مختلف الوزارات والهيئات والمحافظات وقطاع الامن والقطاع الخاص، ليصبحوا قادة فاعلين في مواقعهم، يجسدون ثقافة القيادة بالمبادرة والمسؤولية لا بالرتبة أو المنصب.

من الدفعة الأولى إلى الثالثة: مسار متصل من التميز

الدفعة الأولى من البرنامج كانت بمثابة التجربة التأسيسية التي أرست اللبنات الأولى لهذا المشروع الوطني الطموح، فشكل خريجوها نواة قيادية جديدة داخل المؤسسات الحكومية، نقلت مفاهيم القيادة الحديثة إلى واقع العمل.
أما الدفعة الثانية، فقد جاءت لتُعمّق هذا النهج من خلال مخرجات نوعية ومشاريع تطويرية عكست وعيًا إداريًا متقدمًا وقدرة على التحليل واتخاذ القرار الاستراتيجي.


واليوم، ومع إطلاق الدفعة الثالثة، تتجه الأنظار نحو مرحلة جديدة من التكامل بين العلم والممارسة، بين التخطيط والتنفيذ، وبين النظرية والتطبيق.

المدرسة الوطنية… عنوان للتميّز والاستدامة

لقد استطاعت المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة أن تترجم رؤية القيادة الفلسطينية في بناء جهاز إداري فعّال وكفؤ من خلال برامجها الريادية، وعلى رأسها “برنامج إعداد القادة”.


فهي لا تكتفي بنقل المعرفة، بل تصنع بيئة قيادية محفزة تقوم على الحوار والتجريب والتقييم الذاتي، وتمنح المتدربين فرصة اكتشاف ذواتهم القيادية الحقيقية.


وبذلك تتحول المدرسة الوطنية من مؤسسة تدريبية إلى منصة وطنية لصناعة المستقبل الإداري الفلسطيني.

تجربتي في البرنامج: من التعلم إلى التطبيق

لقد شكّل برنامج إعداد القادة تجربةً تحولية في مسيرتي المهنية وزملائي، ليس فقط من حيث المعرفة الإدارية والقيادية التي اكتسبناها، بل من حيث الوعي العميق بدور القائد في إحداث التغيير الإيجابي داخل المؤسسة.
تعلّمنا أن القيادة ليست موقعًا يُمنح، بل مسؤولية تُكتسب، وأن النجاح الإداري يبدأ من القدرة على بناء فريقٍ منسجمٍ يؤمن بالرؤية المشتركة.


ما اكتسبناه من أدوات التفكير الاستراتيجي، وإدارة الأداء، والحوكمة، مكنّنا من تحويل الأفكار إلى خططٍ عملية قابلة للتنفيذ، وهو ما نعمل عليه اليوم في المؤسسات التي نخدم فيها .


إن تخرج الدفعة الثانية من برنامج إعداد القادة، بالتزامن مع إطلاق الدفعة الثالثة، ليس مجرد احتفالٍ بالإنجاز، بل هو تجديدٌ للعهد والمسؤولية تجاه الوطن.


فكل خريجٍ هو قصة نجاحٍ جديدة، وكل دفعةٍ هي خطوة نحو دولةٍ أكثر كفاءة وعدالة وتطويرًا.


إنه تأكيد على أن فلسطين، رغم التحديات، قادرة على أن تبني قياداتها بعقولها وسواعدها، وأن تراهن على الإنسان باعتباره رأس المال الحقيقي في معركة البقاء والتنمية.

شاهد أيضاً

إصابة الشاب جميل حنني برصاص الاحتلال في بيت فوريك شرق نابلس

إصابة الشاب جميل حنني برصاص الاحتلال في بيت فوريك شرق نابلس

شفا – أصيب شاب بالرصاص الحي، مساء اليوم الأحد، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة …