
شفا – شينخوا – أطلقت قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني، اليوم الاثنين، تدريبات عسكرية مشتركة واسعة النطاق حول جزيرة تايوان تحت اسم “مهمة العدالة 2025”.
وقال شي يي، المتحدث باسم قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني، إن التدريبات تشمل وحدات من الجيش والبحرية والقوات الجوية وقوة الصواريخ، وتعمل في مضيق تايوان والمياه المحيطة بالجزيرة من جهات الشمال والجنوب الغربي والجنوب الشرقي والشرق.
وقال إن هذه التدريبات تحذير شديد اللهجة ضد أنشطة الانفصاليين الساعين إلى ما يسمى “استقلال تايوان” والتدخل الخارجي، مضيفا أنها إجراء مشروع وضروري لحماية سيادة الصين ووحدتها الوطنية.
وقال إن التدريبات ستركز على مهام الجاهزية القتالية البحرية والجوية، والسيطرة المشتركة على التفوق الشامل، وفرض الحصار على الموانئ والمناطق الرئيسية، فضلا عن الردع الشامل خارج “سلسلة الجزر”.
— الاقتراب من تايوان من اتجاهات متعددة
اليوم، ومع اقتراب السفن والطائرات من جزيرة تايوان من اتجاهات مختلفة، انخرطت قوات من مختلف الفروع العسكرية في هجمات مشتركة لاختبار قدراتها العملياتية المشتركة.
في المياه والمجال الجوي في المناطق الوسطى من مضيق تايوان، استخدمت القيادة طائرات مقاتلة وقاذفات ومركبات جوية غير مأهولة بالتنسيق مع إطلاق صواريخ بعيدة المدى لإجراء تدريبات تركز على ضرب أهداف أرضية متحركة.
إلى الشرق من جزيرة تايوان، أجرت مدمرات وفرقاطات وطائرات مقاتلة وقاذفات تدريبات على مهاجمة أهداف بحرية، والسيطرة على التفوق الجوي الإقليمي، بالإضافة إلى عمليات مطاردة الغواصات ومكافحتها. كما أرسلت القيادة فرق مهام قاذفات لتنفيذ دوريات جاهزية قتالية في أعالي البحار في هذه المنطقة، مع التركيز على الغارات بعيدة المدى والضربات الدقيقة المشتركة.
في غضون ذلك، في المياه والمجال الجوي شمالي وجنوب غربي الجزيرة، استُخدمت مدمرات وفرقاطات وطائرات مقاتلة وقاذفات ومركبات جوية غير مأهولة – مجددا بالتنسيق مع إطلاق صواريخ بعيدة المدى – لإجراء تدريبات بالذخيرة الحية. شملت هذه التدريبات مطاردة الأهداف وتحييدها في المياه والمجال الجوي، ومحاكاة ضربات على أهداف أرضية، وإطلاق نار حي على أهداف بحرية.
واختبرت العمليات القدرات المتعددة للقوات المعنية، مثل المناورات السريعة وتنفيذ الحصار والسيطرة على نحو منهجي والضربات الدقيقة على الأهداف الرئيسية ومطاردة الأهداف وتحييدها بدقة والسيطرة على الهيمنة والتفوق الجوي، والتنسيق المتكامل بين القوات.
كما أصدرت القيادة إشعارا وخريطة توضيحية تحدد مناطق تدريباتها العسكرية المشتركة، مشيرة إلى أنه من الساعة الثامنة صباحا حتى السادسة مساء يوم الثلاثاء، ستُجرى تدريبات بالذخيرة الحية في المياه والمجال الجوي المحددين.
وقال تشانغ شياو قانغ، المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني الصينية، إن جيش التحرير الشعبي لن يتردد أبدا في توجيه ضربات ضد ما يسمى “استقلال تايوان”، وفي دعم إعادة التوحيد. وسيواصل إجراء عمليات لمواجهة النزعة الانفصالية والتدخل الخارجي وسيحافظ بحزم على سيادة الصين ووحدتها وسلامة أراضيها.
— تطويق تايوان بشكل أقرب وأكثر إحكاما
إن “مهمة العدالة 2025” هي أحدث تدريبات عسكرية واسعة النطاق لجيش التحرير الشعبي الصيني حول تايوان، وذلك بعد تدريبات “رعد المضيق-2025 إيه”التي أُجريت أوائل أبريل. وفي عام 2024، أجرى جيش التحرير الشعبي تدريبين عسكريين حول تايوان، تحت اسم “السيف المشترك-2024 إيه” و”السيف المشترك- 2024بي”، على التوالي.
وقال منغ شيانغ تشينغ، الأستاذ بجامعة الدفاع الوطني، في مقابلات إعلامية، “تتميز ‘مهمة العدالة 2025’ بهدف محدد للغاية، ألا وهو معاقبة ما يسمى ‘استقلال تايوان’ وردع التدخل الأمريكي”.
وأضاف أن جيش التحرير الشعبي، من “السيف المشترك” إلى “رعد المضيق” وصولا إلى “مهمة العدالة”، قد أظهر قدراته العسكرية المتنامية.
وقال منغ إن تطويق القوات لجزيرة تايوان يزداد “قربا وإحكاما”، ما يعكس سمات عملياتية جديدة كالتغطية الشاملة، والقضاء على النقاط العمياء، وقدرات الحصار والضرب المتكاملة.
وقال تشانغ تشي، وهو أستاذ آخر في جامعة الدفاع الوطني، إن التدريبات أصبحت أكثر دقة في استهدافها، وتحديدا الممر الرئيسي الذي قد تقدم من خلاله القوات الخارجية الدعم لسلطات الحزب الديمقراطي التقدمي، ما يظهر تصميم جيش التحرير الشعبي الراسخ وقدرته الفائقة على قطع هذا الممر وردع أي تدخل خارجي.
وفيما يتعلق بإشارة قيادة المسرح الشرقي الصريحة إلى استخدام “الذخيرة الحية”، قال منغ إن ذلك يظهر قدرة جيش التحرير الشعبي على القتال والانتصار في أي وقت. “ببساطة: نستطيع أن نضرب وقتما شئنا، وكيفما شئنا. إننا على أهبة الاستعداد للقتال فور وصولنا، وقادرون على تحقيق النصر، وواثقون من النجاح”.
— استهداف ما يسمى “استقلال تايوان” وتحذير للتدخل الخارجي
قال تشن بين هوا، المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة، إن المناورات العسكرية التي يجريها جيش التحرير الشعبي الصيني تستهدف على وجه التحديد الأنشطة الانفصالية الساعية إلى ما يسمى “استقلال تايوان” والتدخل الخارجي.
وأوضح تشن أن هذه المناورات تهدف إلى كبح التواطؤ بين قوى ما يسمى “استقلال تايوان” والعناصر الخارجية، ذلك التواطؤ الذي يعرّض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان للخطر، كما تهدف إلى حماية سيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها على نحو أساسي.
ويرى باحثون من البر الرئيسي أن هذه المناورات تجسد بوضوح عزم الصين الراسخ وإرادتها الثابتة وقدرتها القوية على حماية سيادتها الوطنية ووحدة وسلامة أراضيها، وتمثل خطوة مشروعة وضرورية لدعم السلام والاستقرار في مضيق تايوان وتعزيز قضية إعادة التوحيد الوطني.
وقال وانغ يينغ جين، مدير مركز أبحاث العلاقات عبر مضيق تايوان بجامعة رنمين الصينية، إنه من خلال التواطؤ مع سياسيين أمريكيين يستفيدون من مبيعات الأسلحة، فقد كشف زعيم تايوان لاي تشينغ-ته عن انتهازيته السياسية، ودفع الجزيرة إلى حافة الخطر، وزاد من حدة التوترات عبر المضيق.
وقال تشن قوي تشينغ، زميل باحث في معهد دراسات تايوان التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن المناورات أظهرت إجراء حازما لمعاقبة أنشطة الانفصاليين الساعيين إلى ما يسمى “استقلال تايوان” وردع التدخل الخارجي، كما أنها خطوة ضرورية لتوضيح موقف الصين ورسم خطوط حمراء صارمة.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .