6:31 مساءً / 1 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

مستوطنون يواصلون السيطرة على ينابيع الأغوار – نبع الحمة نموذجا ، بقلم : بديعة النعيمي

مستوطنون يواصلون السيطرة على ينابيع الأغوار – نبع الحمة نموذجا ، بقلم : بديعة النعيمي


في قلب منطقة الأغوار الشمالية، وعلى مقربة من نهر الأردن، يتم تنفيذ مشروع شامل لتصفية الوجود الفلسطيني التدريجي، عبر السيطرة على موارد الحياة بدقة استراتيجية.


فبحسب الناشط الحقوقي في منطقة الأغوار فارس فقهاء أن “سيطرة المستوطنين على الينابيع، عمليه مستمرة للسيطرة على نبع عين الحمه في الاغوار الشمالية، في الصباح ٢٠ مستوطنا، وعدد أقل في ساعات المساء يقومون بعمليه تأهيل وبناء المعرشات واقامه الكراسي والمقاعد حول نبع الحمة”.

ونبع الحمة هو موقع للاستجمام كما العيون الأخرى في المنطقة مثل عين الحلوة ومناطق اخرى مثل الدير وخلة خضر والساكوت، عين الدير من عيون المياه التي يستخدمها المزارعون من اجل ري مئات الدونمات الزراعية، كما تستخدم من قبل مربي الثروة الحيوانية في المناطق المحيطة لتلك العين في التجمع.

ما يرويه الناشط الحقوقي فارس فقهاء عما يجري في عين الحمة هو استهداف واضح لحقوق الفلسطينيين في الأرض والمياه والوجود. وكما هو معروف فإن سلطات الاحتلال ومستوطنوها يقومون بتجفيف الينابيع ومصادرة الأراضي، والتضييق بهدف إغراق المجتمع الفلسطيني في حالة من الإحباط.


والرسالة هنا واضحة وتقول “أنت هنا غير مرحب بك، سنسرق ماءك أمام عينيك، وسنزرع حولك مقاعد وكراسي لغيرك، وبالتالي يتحول المالك الشرعي إلى طارئ وزائد على أرضه، ضمن جزء من مخطط استيطاني لصنع واقع يبني “حقائق ثابتة على الأرض”.

ما يجري اليوم في عين الحمة في الأغوار ليس بالأمر الجديد فالتاريخ أثبت مدى ارتباط السيطرة على الأرض والوجود بمصادر المياه، ولطالما سعت دولة الشتات للحصول على الأراضي التي تحتوي هذه المصادر سواء كانت ينابيع أو انهار أو حتى بحار، بدليل الخطط الاستراتيجية التي وضعت قبل قيامها بناء على فكرة أن السيطرة على منابع المياه، والقدرة على نقلها وتوزيعها، تشكل عنصر بقاء واستقرار. وكان مما استولت عليه بحيرة طبريا ومنطقة أم الرشراش وغيرها من المناطق التي تحتوي مصادر للمياه.


لذلك فإن المشهد الحاصل في نبع الحمة هو جزء من مشهد أوسع يعيد إنتاج سيادة وتنظيم جديد على الموارد. فالأَرض والماء هما أدوات لتثبيت الحقائق على الأرض وإعادة تشكيل علاقة الإنسان بمكانه.

ولكن، في النهاية، لا يصح إلا الصحيح، فمهما حاولت دولة الاحتلال فرض واقعٍ جديد على الأرض، وسرقة للماء والهواء والحق الفلسطيني في الحياة، سيبقى هذا الحق أصيلا لا ينتزع، لأنه متجذر في التاريخ والهوية والانتماء. وقد ينجح المحتل مؤقتا في طمس المعالم وتزييف الحقائق، لكن الأرض تعرف أصحابها، والماء أيضا. وسيبقى الفلسطيني متمسكا بترابه وعيونه وينابيعه، لأن الحق يعود في النهاية إلى أصحابه، كما تعود الحياة إلى الينابيع مهما حاولوا تجفيفها.

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم السبت

أسعار الذهب اليوم السبت

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم السبت 1 نوفمبر كالتالي :عيار 22 83.700عيار 21 79.900