شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
العد التنازلي لبدء عصر تجارة السيارات الطائرة ، بقلم : تيان جيانينغ
في الوقت الذي لا تزال تواجه فيه السيارات الطائرة على مستوى العالم تحديات متعددة تتمثل في ضغوط التكنولوجيا وقيود الرقابة والإدارة وقبول الجمهور، أصبحت الصين القوة الرائدة في دفع السيارات الطائرة من المفهوم إلى الواقع.
وبالاعتماد على مزايا سلسلة التوريد المتراكمة من السيارات الكهربائية والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى دمج الاقتصاد المنخفض الارتفاع في مجموعة الصناعات الاستراتيجية الناشئة، تقوم الشركات الصينية بوضع “السفر الجوي” في العد التنازلي للإنتاج الضخم والتجريبي.
يعد مصنع ARIDGE التابع لشركة XPeng في قوانغتشو بلا شك علامة فارقة في هذه العملية: على خط الإنتاج، تتنقل الروبوتات ذهابا وإيابا لتجميع طائرات قادرة على الإقلاع والهبوط العمودي، وحمل شخصين، وطوافات قابلة للطي؛ بعد الطي، يمكن دمجها في هيكل السيارة “الناقل البري” ذات العجلات الست، مما يحقق التحول الحر بين الشكل البري والجوي. وفقا للتخطيط، يمكن للمصنع إنتاج وحدة واحدة كل 30 دقيقة عند التشغيل بكامل طاقته، وقد تجاوزت الطلبات الحالية 7000 وحدة، ومن المقرر البدء في التسليم رسميا اعتبارا من عام 2026.
وفي الأسواق الخارجية، حققت شركة ARIDGE تقدما ملموسا أيضا؛ ففي أكتوبر الماضي، وقعت اتفاقيات لبيع 600 سيارة طائرة مع عدة مجموعات في الشرق الأوسط، مسجلة بذلك أكبر طلب خارجي في هذا المجال، وتخطط لدخول السوق الشرق أوسطية رسميًا بحلول عام 2027. وكانت الشركة قد نفّذت أول رحلة تجريبية لطرازاتها في دبي، وحصلت على أول ترخيص طيران خاص للمركبات الجوية المأهولة تمنح لشركة صينية في هذا المجال خارج البلاد.
وتتصاعد المنافسة عالميا، حيث تدفع شركات أمريكية مثل Joby Aviation وArcher Aviation اختبارات الطيران المأهول قدما، وأصبحت شركة صينية أخرى EHang، أول شركة في العالم تمتلك مؤهلات كاملة للتشغيل التجاري للسيارات الطائرة، وتخطط أيضًا لإطلاق خدمة سيارات الأجرة الجوية بأسعار قريبة من سيارات الأجرة الفاخرة البرية خلال ثلاث سنوات. وهذا يعني أن النماذج التجارية للسيارات الطائرة – خاصة التنقل الجوي الحضري – أصبحت أكثر وضوحا وجدوى.
ويرى الأكاديمي تشانغ يانغ جون من جامعة تسينغهوا، أن المنافسة المستقبلية ستعتمد على السيطرة على التكاليف وكفاءة سلسلة التوريد، وهما بالتحديد من مزايا الصين. وقد أدى امتلاك الصين المبكر لأنظمة تصنيع عالية الجودة للسيارات، وقدرات بطاريات الطاقة، والخبرة في مجال ذكاء المركبات، إلى جانب صعود اقتصاد الطيران منخفض الارتفاع كاستراتيجية وطنية، إلى تقريب “نقطة التحول” للتسويق التجاري بسرعة.
بلغ هذا الزخم ذروته في معرض قوانغتشو للسيارات هذا العام، حيث ظهرت عدة طرازات بشكل جماعي، مثل سيارة XPeng الطائرة من النوع المنقسم “الحاملة البرية”، وسيارة GOVY AirCab من شركة GAC، وطرازات من Changan.
ومن المراوح القابلة للطي، والمواد المركبة خفيفة الوزن، إلى أنظمة القيادة الذاتية وتفادي العوائق، تتقاطع تقنيات السيارات والطيران بسرعة غير مسبوقة. وبالتوازي، ارتفع اهتمام السوق والاستثمار، إذ تلقت شركة AirCab نحو ألف نية شراء خلال 24 ساعة من بدء الطلب المسبق في هونغ كونغ، فيما تجاوزت قيمة تمويلاتها السنوية 500 مليون يوان.
وفي الوقت نفسه، تعمل الحكومات المحلية على تطوير البنية التحتية اللازمة لتشغيل السيارات الطائرة. فقد أعلنت قوانغتشو خططاً لبناء 100 موقع إقلاع وهبوط اعتيادي وخمسة مطارات عمودية محورية بحلول 2027، مع دفع منتجات “صنع في قوانغتشو” نحو الأسواق العالمية. وتخطط شركة XPeng ARIDGE لإنشاء أكثر من 200 مخيم طيران بحلول 2026، مما يجعل “الطيران ذاتي القيادة” تجربة سياحية جديدة؛ كما تخطط GAC GOVY لإطلاق مشروع تجريبي للتنقل الجوي بين مدن منطقة خليج غوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى بحلول 2027. وتحوّل هذه الجهود السيارة الطائرة من “مجرد قادرة على الطيران” إلى “آمنة للطيران” و”جاهزة للاستخدام”.
بالطبع، لا تزال هناك فترة كبيرة قبل انتشار السيارات الطائرة على نطاق واسع، حيث لا تزال هناك خمسة تحديات رئيسية: كثافة طاقة البطارية، وهيكل التكلفة، والبنية التحتية، وشهادات صلاحية الطيران، والنماذج التجارية. تشير تقديرات الصناعة إلى أن اللوائح والبنية التحتية ستكتمل تدريجيا بحلول عام 2035؛ وقد يتطلب تحقيق النطاق الواسع والسيطرة على التكاليف والانتشار المنزلي الانتظار حتى حوالي عام 2049. ولكن مقارنة بالمنافسين العالميين الآخرين، أظهرت الصين تفوقا كبيرا في سرعة التقدم.
