
التفكير الإبداعي عند الطفل الفلسطيني ، بقلم : ا.د. عطاف الزيات
يُعد التفكير الإبداعي من أهم المهارات الذهنية التي تسهم في نمو شخصية الطفل وتطوير قدراته العقلية والسلوكية. ويعرف التفكير الإبداعي على أنه القدرة على توليد أفكار جديدة ومبتكرة، وإيجاد حلول غير تقليدية للمشكلات، والتفكير خارج الإطار النمطي. ويظهر هذا النوع من التفكير عند الطفل في أنشطته اليومية من خلال اللعب الحر، والرسم، والحكايات، والموسيقى، حيث يعبر عن خياله وقدرته على الابتكار.
أهمية التفكير الإبداعي للطفل الفلسطيني
يعيش الطفل الفلسطيني في بيئة مليئة بالتحديات الاجتماعية والسياسية، مما يؤثر على نموه النفسي والمعرفي. ويأتي التفكير الإبداعي ليكون أداة مهمة تساعده على التكيف مع الظروف الصعبة، والتعبير عن ذاته ومشاعره في ظل القيود المجتمعية والسياسية. كما يسهم في بناء شخصية مستقلة وواثقة، ويعزز قدرته على الابتكار في التعليم والحياة اليومية، ليصبح فاعلاً في مجتمعه.
عوامل تنمية التفكير الإبداعي
هناك عدة عوامل أساسية تساعد في تنمية التفكير الإبداعي عند الطفل الفلسطيني، منها:
العائلة والمحيط الأسري:
تشجيع الطفل على السؤال والفضول، ومنحه مساحة للتعبير عن آرائه وأفكاره بحرية، يعزز قدرته على التفكير الإبداعي.
المدرسة والتعليم:
اعتماد أساليب تعليمية قائمة على الاستقصاء والتجربة والملاحظة، وتوفير أنشطة فنية وعملية تشجع الابتكار، يسهم في تطوير مهارات الطفل الذهنية والإبداعية.
الثقافة والبيئة الاجتماعية:
التعرض للقصص والحكايات الشعبية الفلسطينية، والمشاركة في الأنشطة المجتمعية والفنية مثل المسرح والموسيقى والرسم، يعزز الخيال والقدرة على التفكير بطرق جديدة.
خصائص الطفل الفلسطيني المبدع
يتميز الطفل الفلسطيني المبدع بالفضول وحب الاستكشاف، والقدرة على ربط الأفكار بطرق جديدة ومبتكرة، والمرونة في التفكير، فضلاً عن حساسيته تجاه قضايا وطنه ومجتمعه، ما يجعله مبتكرًا في التعبير عنها. هذه الخصائص تشكل قاعدة قوية لتطوير مهاراته الإبداعية إذا ما أُتيحت له البيئة الداعمة المناسبة.
طرق تنمية التفكير الإبداعي
يمكن تنمية التفكير الإبداعي عند الطفل الفلسطيني من خلال عدة أساليب عملية، منها:
توفير أنشطة لعب حر ومنظمة تشجع على خيال الطفل واستكشافه.
استخدام تقنيات حل المشكلات بأساليب مبتكرة في الصف والمنزل.
تشجيع الطفل على التعبير الفني والكتابي، مثل الرسم والقصص والموسيقى.
دعم المشاريع الصغيرة والمبادرات التي تعزز استقلاليته وقدرته على الابتكار.
الخلاصة
يمثل التفكير الإبداعي أداة أساسية لنمو الطفل الفلسطيني في ظل التحديات اليومية التي يواجهها. ومن خلال بيئة داعمة، سواء في الأسرة أو المدرسة أو المجتمع، يمكن للطفل أن ينمي قدراته العقلية والإبداعية، ويصبح قادرًا على التعبير عن ذاته وحل المشكلات بطريقة مبتكرة، ليكون عنصرًا فاعلاً في بناء مجتمعه ووطنه.
- – برفيسور ا.د. عطاف الزيات – كاتبه فلسطينيه
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .