12:27 صباحًا / 14 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

صالون أ.د. أفنان دروزة الثقافي… طقس ثقافي يليق بتنهيدة حرية و الروائية رولا غانم

صالون أ.د. أفنان دروزة الثقافي… طقس ثقافي يليق بتنهيدة حرية و الروائية رولا غانم

شفا – تحت سماءٍ رماديةٍ خفيفة، كانت تمشط المدينة برذاذٍ مطريٍّ وديع، وتغسل أرصفة الذاكرة بنبضٍ شتويٍّ شفيف، انعقدت ندوة تكريم الروائية الدكتورة رولا غانم، حيث بدا المطر شاهداً صامتاً على احتفالٍ بالكلمة، يليق بالرواية حين تُقرأ في حضرة المعنى، وتُكرَّم في زمنٍ يحتاج إلى دفء الثقافة.

وفي تلك الأجواء الشاعرية المشبعة بالهدوء والتأمل، احتضن صالون الاستاذة الدكتورة أفنان دروزة الثقافي، مساء السبت الموافق 13/12/2025، ندوة تكريمية خاصة بالروائية الدكتورة رولا غانم، بمناسبة فوزها بجائزة «كتارا» للرواية العربية، وذلك بحضور نخبة من الأكاديميين والمبدعين والمهتمين بالشأن الثقافي، وأدارت الندوة باقتدار وحس ثقافي عالٍ الأستاذة سمية بني عودة.

افتُتحت الندوة، التي أُقيمت في فيلا صاحبة الصالون عند الساعة الثانية والنصف ظهراً، بكلمة ترحيبية للدكتورة أفنان دروزة، أكدت فيها على رسالة الصالون الثقافية في دعم الإبداع الحقيقي والاحتفاء بالقامات الفكرية، بوصف الثقافة فعلاً وطنياً متجذراً لا ترفاً عابراً.


تلتها كلمة الدكتور وائل التكروري، الذي قدّم قراءة مكثفة في مسيرة صالون الاستاذة الدكتورة أفنان دروزة الثقافي عبر عقدين من الزمن، مستعرضاً محطاته المفصلية، ودوره في صناعة المشهد الثقافي الفلسطيني، وقدرته على الاستمرار بوصفه فضاءً حراً للفكر والحوار والإبداع، في تجربة ثقافية تُختصر «في سطور» لكنها تُكتب بالفعل والالتزام.

كما ألقى الأستاذ الحاج عمر الزاغة كلمة أشاد فيها بالروائية الدكتورة رولا غانم وتجربتها السردية اللافتة، معتبراً فوزها تتويجاً مستحقاً لمسار أدبي صادق، قبل أن يهديها قصيدة شعرية رفيعة المستوى، جاءت محمّلة بالدلالات الوطنية والإنسانية، ولاقَت تفاعلاً واضحاً من الحضور.

بدورها، توقفت الدكتورة فاطمة الصوص عند المسيرة الأدبية للدكتورة رولا غانم، مشيدةً بنشاطاتها الثقافية على المستويين المحلي والدولي، وبإبداعها الأدبي المتدفق الذي يجمع بين العمق الإنساني والوعي بالقضية، مؤكدة أن تجربتها الروائية تشكّل إضافة نوعية للسرد الفلسطيني المعاصر.

أما الاسير المحرر وعميد الاسرى في نابلس الدكتور قتيبة مسلم، فقد أثنى على الحراك الثقافي في مدينة نابلس، مشيداً على وجه الخصوص بالدكتورة أفنان دروزة وتاريخها العريق في خدمة الأدب والثقافة، كما نوّه بالمسيرة الأدبية المتميزة للدكتورة رولا غانم ونجاحها المستحق. وتقدّم بالشكر للدكتورة منى أبو حمدية على الدعوة والمشاركة، مشيداً بدورها الثقافي الفاعل في نابلس، وبإسهاماتها الفكرية، ومثمّناً عراقة عائلتها المناضلة الممتدة من كتيبة الجرمق ببيروت والشتات إلى الخليل والوطن، بوصفها جزءًا أصيلاً من السردية الوطنية الفلسطينية.

وتضافرت الكلمات لتؤكد أن الثقافة فعل وفاء، وأن التكريم هو اعتراف حقيقي بقيمة الإبداع، لا مجرّد احتفال شكلي.

وشهدت الندوة محطة فكرية لافتة من خلال القراءات النقدية التحليلية في رواية الدكتورة رولا غانم «تنهيدة حرية»، حيث قدّمت مديرة الندوة الأستاذة سمية بني عودة قراءة سيميائية لعنوان الرواية، توقفت فيها عند دلالات «التنهيدة» بوصفها صوتاً مكبوتاً ، و«الحرية» بوصفها أفقاً إنسانياً مفتوحاً، مبينةً كيف يختزن العنوان توتر النص وأسئلته الوجودية.

وبصفتها ناشطة ثقافية من الصف الأول في مدينة نابلس، قدّمت الدكتورة الباحثة منى أبو حمدية قراءة نقدية عميقة تناولت فيها كيفية محاكاة رواية «تنهيدة حرية» لواقع الأسرى في سجون الاحتلال، مسلطة الضوء على البعد الإنساني والنفسي والوطني في السرد، وعلى قدرة الرواية في تحويل المعاناة إلى خطاب أدبي مقاوم.


ثم أعقبت ذلك إطلالة خاصة للدكتورة رولا غانم، استعرضت خلالها مشاهد مختارة من روايتها، كاشفةً عن أبعادها الإنسانية والفكرية، وما تحمله من انشغال بالحرية والذاكرة والأسئلة الوجودية.

وتخللت الندوة استراحة قهوة وضيافة اتُّخذت مساحةً لتكريم الدكتورة رولا غانم رسمياً على فوزها بجائزة «كتارا»، حيث قامت الاستاذة الدكتورة افنان دروزة باسم الصالون الثقافي و لجنته التحضيرية بتسليمها درع مقدم من الصالون بمناسبة هذا الفوز المستحق، وذلك في لحظة امتزج فيها التصفيق بالاعتزاز، والكلمة بالعرفان، قبل أن تُستكمل الفعاليات بباقة من النصوص الأدبية الشعرية والنثرية، شارك فيها عدد من الشعراء والكتّاب، وهم:
الشاعر نسيم خطاطبة،
الشاعر مبين كيوان
الكاتبة الدكتورة عطاف الزيات،
الشاعرة معالي بشارات،
الشاعرة ليلى قنديل،
الكاتب همام الطوباسي،
والشاعر سماحة حسون،


حيث أضفت النصوص تنوعاً جمالياً وحضوراً إبداعياً ثرياً على الأمسية.

واختُتمت الندوة على وعدٍ متجدّد بأن يبقى صالون الاستاذة الدكتورة أفنان دروزة منبراً حراً للكلمة الجادة، ومساحةً حقيقية للاحتفاء بالمبدعين، حيث لا تُمنح الجوائز فحسب، بل تُستعاد قيمة الأدب بوصفه فعل مقاومة، وجمال، ومعرفة.

شاهد أيضاً

إصدار بيان صحفي مشترك بشأن الاجتماع بين وزيري خارجية الصين والإمارات

شفا – تلبية لدعوة من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله …