
فيفيان عليص : زهرة البيرة التي تزهِر على ميادين آسيا ، بقلم : د. منى ابو حمدية
في قلب فلسطين، حيث الأرض تحمل ذاكرة الأجيال، والجدران تحضن وجوه التاريخ، يولد الأمل كزهرةٍ عنيدة في شقوق الحجر.
هناك، في مدينة البيرة، نشأت فيفيان عليص، فتاةٌ صغيرة تعلّمت منذ صغرها أن الحياة قد تمنح الإمكانيات القليلة، لكنها تمنح الإرادة الصلبة التي لا تُقهر. كانت تعرف أن الطريق لن يكون مفروشاً بالورود، وأن الحواجز كثيرة، لكن قلبها الفلسطيني لم يعرف الاستسلام.
فيفيان، لاعبة المنتخب الوطني الفلسطيني للمواي تاي، لم تكن مجرد رياضية، بل كانت تجربة حيّة من العزيمة والإصرار، لوحة متنقلة تصنع كل يوم ضرباتها على الحلبة، كأنها ترسم فلسطين على كل زاوية من العالم. واليوم، مع تأهلها إلى نهائي منافسات “المواي تاي” ضمن دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب في العاصمة البحرينية المنامة، أصبحت رمزاً للشباب الفلسطيني، وللمرأة الفلسطينية التي تثبت أن الإرادة تصنع المجد، مهما كانت الظروف صعبة، ومهما كانت التحديات جمة.
هذا الإنجاز ليس مجرد لقب رياضي، بل صرخة وطنية في وجه القيود، رسالة تقول:
“هنا فلسطين، هنا يحلم الشباب، هنا يولد الأمل من قلب المعاناة.”
فيفيان تجسد الفتاة الفلسطينية الشابة بأبهى صورها: القوة التي لا تنكسر، العزيمة التي لا تكل، والشغف الذي يتحول إلى حركة وجسد على الحلبة. كل خطوة تقوم بها هي بيان، كل ضربة توجهها خصمها هي نغمة في سيمفونية البطولة الفلسطينية.
ورغم كل ما يواجهها من صعوبات، تظل فيفيان نموذجاً للتحدي المستمر؛ كل ساعة تمرين، كل ليلة سهر، كل تعب جسدي هو استثمار في حلم أكبر، ليس لها وحدها، بل لكل فتاة فلسطينية تبحث عن صوتها، ولكل شاب فلسطيني يبحث عن بصمة في العالم. إنجازها يعكس إرادة شعب كامل يعرف معنى الصبر والصمود، ويؤكد أن النصر الحقيقي لا يقاس بالكؤوس وحدها، بل بالكرامة، بالعزيمة، وبالحلم الذي يرفرف في القلوب رغم كل القيود.
كل حركة من فيفيان على الحلبة هي تأمل في الذات والوطن معاً ؛ كل ضربة قوية هي تجسيد لغضب الألم، وكل تفوق هو لوحة رسمتها إرادة صلبة على خلفية فلسطين التي تتنفس الحرية رغم القيود. إنجازها يكتب التاريخ الفلسطيني على جبين الرياضة، ويثبت أن فلسطين قادرة على العطاء، على الإبداع، وعلى أن ترفع اسمها بين الأمم، مهما كانت الظروف صعبة.
وفي الختام، لوحة أدبية مفعمة بالإيقاع:
فيفيان عليص ليست مجرد بطلة، بل هي زهرة البيرة التي تتفتح في ميادين آسيا، رمز الإرادة التي تتحدى الجدران والقيود والصعاب. هي صرخة وطن تتردد في كل قلب فلسطيني، ونغمة أمل تتسلل إلى كل بيت فلسطيني. معها نتذكر أن البطولة لا تُقاس بالكؤوس وحدها، بل بقدرتنا على الحلم، بقدرتنا على الصمود، وبقدرتنا على جعل فلسطين حية في كل خطوة نخطوها. فاحفظوا الاسم جيداً: فيفيان عليص، لأن كل ضربة تقوم بها، وكل خطوة نحو منصة التتويج، هي فلسطين التي تنتصر، فلسطين التي تحلم، فلسطين التي تكتب تاريخها بأيدٍ لا تعرف الخوف، وبقلوبٍ تنبض بالكرامة والفخر.
إنها ليست مجرد رياضية،
بل لوحة حياة،
قصيدة أمل،
وشمس تشرق على فلسطين
من كل زاوية مظلمة،
لتعلن للعالم أن إرادة هذا الشعب
أقوى من كل القيود،
وأن الأمل الفلسطيني أبداً لن يموت
- – د. منى ابو حمدية – اكاديمية وباحثة – فلسطين .
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .