
ماذا يبقى منّا حين لا يبقى شيء ؟ ، بقلم : ماتيلدا عواد
يبقى صدى لم نسمعه،
وأثرُ خطوةٍ تائهةٍ على أرضٍ لم تعد تتذكّرنا.
يبقى حنينٌ صغيرٌ يختبئ في قلب الريح،
وعِرقُ ذاكرةٍ يرفض أن يجفّ.
يبقى وجهٌ نصفه ظلّ، ونصفه وعد،
ويبقى انتظارٌ لم يجد سببًا ليغادر.
يبقى كلُّ ما ظننّاه عبورًا،
يتحوّل إلى إقامةٍ في داخلنا.
يبقى وهمُ المعنى،
وحقيقةُ الفراغ،
ويبقى في آخر الأمر:
أننا كنّا نحاول أن نكون،
ولو بخطأٍ صغيرٍ في حساب الوجود.
يبقى أننا صدّقنا الحكاية،
وأحببناها أكثر مما احتملَتْ،
فانكسرتْ في أيدينا مثل زجاجٍ عطِش.
يبقى فينا صوتُ الذين مرّوا،
يهمس في العتمة:
“ما لم تُكمله الحياة،
تكمله الذاكرة.”
يبقى الرمادُ علامةً على نارٍ لم تُطفأ،
ويبقى القلبُ،
رغم كلّ شيء،
يتقنُ الانتظار كأنه صلاة.
ويبقى السؤال،
يمشي أمامنا بلا إجابة،
كطفلٍ يسبقنا إلى الغياب.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .