
“بين السّجن والشّمس… رحلة الإيمان بالحلم” ، بقلم : قمر عبد الرحمن
الإيمانُ بالحلمِ ليسَ مجردَ انتظارٍ صامتٍ، ولا تمنٍ عابرٍ.
إنهُ شعلةٌ تتوهجُ من الداخلِ، تضئُ دروبَ الظلمةِ،
وتجعلُ من الصبرِ جدولًا يجري، ومن الألمِ مفتاحًا للحريةِ. الحلمُ حينَ يكونُ صادقًا، يسبقُ الواقعَ ويضفي على الروحِ أجنحةً قبل أن تتجلى الوقائع.
كميل أبو حنيش، الأسيرُ الذي تمسَّكَ برؤيتهِ، سارَ بينَ ظلالِ السجنِ، كأنهُ يحملُ في صدرهِ شمسًا لا تنطفئُ.
في كلِّ نفسٍ سطعَ منهُ، وفي كلِّ كلمةٍ كتبها، كانت طقة مفتاحٍ على بابِ الحريةِ، إشارةً صامتةً أنَّ القيودَ عاجزةٌ عن حبسِ الرجاءِ، وأنَّ الظلامَ مهما طالَ لا يقوى على قلبٍ مؤمنٍ.
والحلمُ لا يولدُ من فراغٍ… إنهُ امتدادٌ لتضحياتِ الشهداءِ الذين ارتقوا نحوَ النورِ العاليِ، وتركوا أجسادَهُم داخل الأرضِ، لكنّهم منحوا الأسرى وهجًا، وأعطوا الحياةَ للروحِ قبلَ الجسدِ، وعلمونا أنَّ الحريةَ ليست هبةً، بل إرادةً صافيةً تتجلى بالإيمانِ.
اليومَ… يقفُ كميل على حافةِ الضوءِ حرًّا، وقد تحققَت أمنيته، لكنّ قصتَهُ أكبرُ من فرحٍ شخصيٍّ. إنها شهادةٌ على قوةِ الروحِ، وقدرةِ القلبِ على تحويلِ الألمِ إلى إشراقٍ، والانتظارِ إلى انتصار… إنّها دليلٌ أنَّ كلَّ من ارتقى نحوَ الشمسِ لم يختفِ عبثًا، بل تركوا شعلةً لا تنطفئُ، تنيرُ الطريقَ لكلِّ من يتمسَّك بالأمل.
وفي النهايةِ ندركُ حقيقةً واحدة… الحلمُ ليس فقط ما ننتظرهُ، بل ما نبنيهُ في كلِّ لحظةِ صبرٍ، في كلِّ نفسٍ نجمعهُ، في كلِّ خطوةٍ نتقدمُ بها رغمَ القيودِ. الحلمُ هو الضوءُ الذي لا يعرفُ الغيابَ، وهو الشمسُ التي تطلُّ من بينِ القضبانِ، لتذكرنا أنَّ الحريةَ ليست وعدًا، بل حقيقةً صامتةً داخل كلِّ مؤمنٍ.
كميلُ لم يخرجْ وحدَهُ… بل مع كلِّ نفسٍ حرٍّ، انبثقَت منهُ الحريةُ من بينِ الظلالِ. وهكذا بينَ السجنِ والشمسِ، يصبحُ الحلمُ أكثرَ من خيال… يصبحُ إرادةً، يتجلى على شكلِ وهجٍ خالدٍ، يصبحُ قصةً لا تنتهي تشعُّ من الداخلِ، وتظلُّ ترتدُّ في الروحِ، كلّما تلفتتِ العينُ إلى الشمسِ، وتذكرتْ أنَّ النورَ قادمٌ مهما طالَ الليل.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .