
شذرة مسائية ، بقلم : مجيدة محمدي
أنا موهوبةٌ جدًا في رسمِ الحدود… لأنّي أُدرك أنّ الجمالَ لا يُقيمُ إلّا في مساحةِ الاحترام.
أضعُ بيني وبينك وردةً،لا لِتُغريكَ بعبيرها، بل لتقول لك بلُطفٍ خفيّ ،
هنا تنتهي خُطاك، وهنا تبدأ نَبضاتي.
وربّما أضعُ كلمةً مهذّبة، دافئةً، أنيقةَ الوقع، تُشبهُ السلام حين يمرُّ على القلب بلا ضجيج.
أو نظرةً جادّةً حانية، تُشبهُ يدًا تُرَبِّت على كتف المسافة، وتهمس ،
قف حيث أنت… تلك مساحتي، فامنحها صمتَك الجميل كما أهبُك أنا وُدّي الرصين.
أُؤمن أن الاحترام ليس مجرّد سلوكٍ اجتماعي،
بل هو ذروةُ الفهم، أن تتقمّصَ ظروف الآخر، أن ترى العالم من نوافذه،
أن تدرك أنّ للناس أنفاسًا مختلفة، وأوجاعًا لم تُروَ، وأحلامًا هشّةً تخافُ الريح.
أنا موهوبةٌ في رسم الحدود،
لكنّني لا أرسمها بسياجٍ من حديد، بل بخيوطٍ من نورٍ،
تتركُ لكَ حريةَ الاقتراب، دون أن تسمحَ بالانتهاك،
تمنحكَ دفءَ الحضور، دون أن تُفقدني اتزاني.
فالاحترام، في جوهره، فنّ الموازنة بين القلب والعقل،بين أن تُحبّ وأن لا تُلغِي،أن تُنصتَ دون أن تذوب،
أن تظلَّ قريبًا بما يكفي، وبعيدًا بما يَصونُ النقاء.
هكذا أرسمُ حدودي ، لا من باب الخوف، بل من باب الاحترام …
لا هروبًا، بل وعيًا بأنّ لكلّ نفسٍ فضاءها، ولكلّ روحٍ حقّها في الهواء.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .