
القائد الذكي لا يخشى المخاطر ، بقلم : أ.د. عطاف الزيّات
في عالمٍ يتغيّر كلَّ يوم، ويزدادُ فيه الغموض والتحديات، لا مكانَ للقائد المتردّد أو الخائف من المخاطرة. فالقائد الذكيّ هو ذاك الذي يُدرك أنَّ الخطر ليس دائمًا عدوًّا، بل قد يكون بوابةً نحو النجاح والتجديد إن أحسن التعامل معه.
القائد الذكي لا يهرب من المجهول، بل يدرسه بعقلٍ متّقدٍ، ويستعد له بخطةٍ مرنةٍ، ويخوضه بثقةٍ محسوبة. إنه لا يُقامر، بل يُفكّر بعمق، ويوازن بين المكسب والخسارة، ويختار الوقت المناسب للحركة.
فالمخاطرة بالنسبة له ليست مغامرةً عشوائية، بل استثمارٌ في التغيير، وخطوةٌ جريئة نحو مستقبلٍ أفضل.
من أبرز سمات القائد الذكي أنه لا يسمح للخوف أن يشلّ قراره، بل يحوّل الخوف إلى حافزٍ للإبداع والابتكار. وهو يؤمن أن كل إنجازٍ عظيم كان في بدايته فكرةً خطيرة أو تحديًا صعبًا، وأن الطريق الآمن لا يقود إلى القمم.
كما يتميّز القائد الذكي بقدرته على تحليل المخاطر واستشراف النتائج قبل أن يُقدِم على القرار. لا يندفع نحو التهلكة، بل يبني رؤيته على المعرفة والتخطيط السليم، ويقود فريقه بثقةٍ تلهم الآخرين وتزرع فيهم روح الجرأة والإصرار.
وفي زمنٍ تتسارع فيه التحوّلات السياسية والاقتصادية والتقنية، يصبح القائد الذي لا يخشى المخاطر هو الأمل الحقيقي لبناء المؤسسات والمجتمعات القادرة على النهوض والتجدّد.
فالذكاء القيادي لا يُقاس فقط بالقدرة على الإدارة، بل بفنّ اتخاذ القرار تحت الضغط، وبالقدرة على تحويل الأزمات إلى فرص، والخسائر إلى دروسٍ، والتحديات إلى انتصارات.
القائد الذكي لا يقول “لا أستطيع”، بل يقول “سأحاول بطريقةٍ مختلفة”.
وهو حين يسقط، ينهض بسرعةٍ، لأنّه يعلم أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل بداية مرحلةٍ جديدة من الخبرة والنضج.
إنه قائدٌ لا ينتظر الفرص، بل يصنعها، ولا يخشى أن يغامر من أجل فكرةٍ يؤمن بها، أو هدفٍ يخدم شعبه وأمّته.
فالمجد لا يُهدى للجبناء، بل يُنتزع بشجاعة العقول النيّرة، التي تعرف متى تُغامر، ومتى تتأنّى، ومتى تُصمِّم على النصر.
- – ا.د. عطاف الزيات – قائده تربويه