
نساءُ النورِ في لَيلِ القُيود” ، ، بقلم : سماحه حسون
على جدارِ السِّجنِ تنهضُ قِصَّةٌ
تتلى، وتُكتَبُ بالدُّموعِ، وتُروى
لَهَفَ الرِّياحِ على الضِّياءِ، كأنَّها
تُهدي النُّجومَ حنينَها كي تُقوّى
يا زهرةً نبتتْ على ألمِ الثَّرى
وتَفُوحُ حُبًّا كلَّما اشتدَّتِ النَّوَى
أنتِ التي خَلَقَ الصُّمودُ جمالَها
وتوضَّأتْ بالجرحِ روحُكِ إذ هَوَى
تسقينَ مَعتقَ صبرِكِ المنفيِّ في
ليلِ الخُطى، فتَطيبُ فيكِ الرُّوحُ حَيَّا
وتَغيبُ شمسُكِ خلفَ قضبانِ المدى
لكنَّ شمسَكِ في الضَّمائرِ ما انطَوَى
تُهدي السُّجونُ من الحَديدِ قصائدًا
وتُفيضُ من وجعِ القيودِ هوىً نَقِيّا
يا نَسوةَ النُّورِ الَّذي لا ينطفي
صَبرُكُنَّ جسرٌ يَعبُرُ الآتي نَدِيّا
فإذا سُئِلتِ عن الكرامةِ فاذكُري
أنَّ الأسيرةَ قد سَكنتْها الأنبِيَا