7:47 مساءً / 18 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

الصين وتايوان ..، وحدة لا تعرف المساومة ، بقلم : محمد علوش

الصين وتايوان.. وحدة لا تعرف المساومة ، بقلم : محمد علوش

في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ العالم، تعود قضية تايوان لتتوهج على الساحة الدولية، ليس كنزاع جديد، بل كتأكيد صارخ على حقائق لا تقبل الجدل. والادعاءات الأمريكية الأخيرة، التي تزعم أن الوثائق الدولية مثل “إعلان القاهرة” و”إعلان بوتسدام” لم تحدد الوضع النهائي لتايوان، ليست سوى محاولات يائسة لتزييف التاريخ وتشويه الحقائق، وتدفع بالسياسة الدولية إلى منحنيات مشوشة بعيدًا عن العدالة والمنطق.


الحقيقة ثابتة مثل الجبال؛ فتاريخ تايوان وحضارتها مرتبط بالصين منذ قرون، ولا يمكن للزيف السياسي أن يمحو هذا الرابط. الحكومات الصينية المتعاقبة مارست سيادتها على الجزيرة منذ عهد أسرتي سونغ ويوان، ورفعت حكومة تشينغ من شأن تايوان إلى “مقاطعة” عام 1885، قبل أن تجتاحها اليابان بالقوة، إلا أن التاريخ لم يتوقف عند هذا الاحتلال، فجاء “إعلان القاهرة” ليؤكد عودة كل الأراضي الصينية التي احتلتها اليابان، بما فيها تايوان، وعززه “إعلان بوتسدام” الذي ضمن تنفيذ هذا الحق، لتستعيد الصين جزيرتها، وتبقى الحقيقة الثابتة أن تايوان جزء لا يتجزأ من الوطن الأم.


ثم جاءت الحرب الأهلية لتعيد رسم مستقبل الدولة الصينية، لكنها لم تبدد الحقيقة الراسخة للوحدة الوطنية، أن الشعب الصيني، بقيادة الحزب الشيوعي، أسقط حكومة الكومينتانغ وأسّس جمهورية الصين الشعبية، التي تمارس السيادة على أراضي الدولة كلها، بما فيها تايوان، أما من تبقّى من الكومينتانغ، فقد انسحب إلى الجزيرة محاولاً إنشاء كيان انفصالي بدعم خارجي، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة التي تسعى منذ عقود لدعم مثل هذه المشاريع الانفصالية المروضة، لكنها لم تبدل حقيقة أن الصين واحدة، وأن الوحدة الوطنية ليست خياراً، بل واقع لا يمكن تجاوزه، ومن ثم، فإن وصف وضع تايوان بأنه “غير محدد” ليس إلا خديعة سياسية وافتراء على التاريخ.


القرار رقم 2758 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء ليضع النقاط على الحروف، مؤكّداً أن الصين، بما فيها تايوان، تمثل كياناً سياسياً وجغرافياً واحداً في المجتمع الدولي، وأن أي كيان انفصالي على الجزيرة لا يمتلك أي صفة شرعية أو رسمية، ومنذ ذلك التاريخ، أصبحت جميع الوثائق الرسمية للأمم المتحدة تعرف تايوان كمقاطعة صينية، ليصبح مبدأ “الصين الواحدة” قاعدة لا غنى عنها في السياسة الدولية، وأساساً لعلاقات 183 دولة دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية.


فلسطين، التي تعرف معنى وضرورة الوحدة والسيادة، كانت دائمًا إلى جانب الصين، مؤكدة دعمها لمبدأ “الصين الواحدة” ورفضها القاطع لأي محاولات لفصل تايوان أو التدخل في الشؤون الداخلية الصينية، وإدانة أي مساعٍ خارجية لدعم الانفصال، بما فيها الدعم الأمريكي الواضح لمثل هذه المشاريع، وهذا الموقف الفلسطيني الأصيل يعكس فهماً عميقاً لقيمة الحق والثبات أمام الضغوط والابتزاز السياسي.


ومهما حاولت بعض القوى الخارجية قلب مسار التاريخ، فإن الحقيقة لا يمكن قهرها، ومسار التاريخ لا يعود إلى الوراء، والوحدة الوطنية الصينية ستتحقق مهما تعاظمت العقبات، والصين وفلسطين ستستمران جنباً إلى جنب، في دعم الحق والعدل، ومواجهة كل محاولات التدخل والانفصال، وصنع إنجازات تاريخية جديدة، لتسير شعوبنا الصديقة معاً بثبات وإصرار نحو المستقبل، على أسس العدالة والسيادة والوحدة التي لا تقهر.

شاهد أيضاً

الرئيس محمود عباس يستقبل وفدا من اتحاد المقاولين الفلسطينيين

الرئيس محمود عباس يستقبل وفدا من اتحاد المقاولين الفلسطينيين

شفا – استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس ” ابو مازن ” ، اليوم السبت، …