
بعد عامين من الطوفان .. إلى أين طاف بنا الحال ؟ بقلم : الصحفي سامح الجدي
مرّ عامان على ما سُمّي بـ”طوفان الأقصى”، ذاك الحدث الذي حمل شعارات كبيرة وأحلاماً ضخمة، لكنه انتهى إلى كابوس إنساني وسياسي دفع ثمنه الشعب الفلسطيني وحده. واليوم، بعد كل الدماء والدمار والنزوح، من حقنا أن نسأل: إلى أين قادتنا حماس؟ وأي أهداف تحققت مما رفعت من شعارات؟
شعارات لم تُترجم على الأرض
رفعت حماس مع بداية الطوفان شعارات “الدفاع عن الأقصى”، “كسر الحصار”، و”تحرير الأسرى”، لكن ما تحقق على الأرض كان العكس تماماً:
الأقصى ما زال تحت الاقتحامات اليومية.
الحصار على غزة اشتد وتضاعفت معاناة الناس.
الأسرى بقوا في سجون الاحتلال، بل ازدادت أعدادهم.
في المقابل، تكبّد القطاع خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة، وأصبح المشهد الإنساني كارثياً: آلاف الشهداء، مئات آلاف الجرحى، ملايين النازحين، ودمار هائل لم يسبق له مثيل.
فشل سياسي وعزلة أكبر
سياسياً، لم تستطع حماس أن تحقق أي مكسب حقيقي. فبدلاً من توحيد الصف الفلسطيني، تعمّق الانقسام أكثر. وبدلاً من فتح أبواب الحل السياسي، أُغلقت كل النوافذ وباتت غزة في عزلة أعمق مما كانت عليه قبل الطوفان. حتى على المستوى الدولي، لم تجد الحركة أي اعتراف بشرعية خطواتها، بل ارتفعت الأصوات التي تصف ما جرى بالمغامرة غير المحسوبة.
الشعب هو الضحية
الحقيقة المُرّة أن الشعب الفلسطيني هو الذي دفع الثمن الأكبر. حماس لم تحقّق أهدافها، لكنها وضعت الفلسطينيين أمام كارثة إنسانية وتاريخية. الطوفان لم يفتح باب الحرية، بل أغلق أبواب الأمل، وترك الناس في مواجهة الفقر والجوع والتشرد.
إلى أين؟
اليوم، بعد عامين من التجربة، يحق للفلسطيني أن يسأل بوضوح:
ما المكسب الذي عاد علينا من الطوفان؟
لماذا تُدار قضيتنا بمنطق المغامرات العسكرية غير المحسوبة؟
ومتى سندرك أن التحرير لا يأتي عبر شعارات حماس الرنانة بل عبر مشروع وطني جامع، يوحد الشعب ويستند إلى الشرعية والعقلانية؟
إن الطوفان لم يطف بنا نحو الحرية، بل أغرقنا أكثر في الدماء والركام. وإذا لم نُحسن قراءة الدرس اليوم، فسيبقى مستقبلنا مرهوناً بمغامرات أخرى لا تحصد سوى أرواح أبنائنا وآلام أمهاتنا.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .