
شفا – قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن الصين تدعو جميع الدول المحبة للسلام إلى توخي الحذر من أي تحركات خطيرة لإحياء النزعة العسكرية اليابانية وإحباط هذه التحركات، والدفاع المشترك عن مكتسبات الحرب العالمية الثانية التي تحققت بشق الأنفس.
أدلى المتحدث قوه جيا كون بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي دوري، ردا على استفسار حول تعليقات حديثة لبعض وسائل الإعلام الأجنبية، مفادها أن اليابان تتحول من دولة مسالمة دستوريا إلى قوة عسكرية حديثة، وأنها تسعى لإحياء النزعة العسكرية، الأمر الذي يهدد السلام والاستقرار الإقليميين والعالميين، ويستدعي الحذر الشديد.
وقال قوه إن اليابان، في السنوات الأخيرة، أعادت هيكلة سياساتها الأمنية والدفاعية، مُسرعة من وتيرة مراجعة دستورها السلمي ومتجاوزة المبدأ الذي يركز حصريا على الدفاع. كما رفعت الحظر المفروض على ممارسة حق الدفاع الذاتي الجماعي وخففت القيود المفروضة على صادرات الأسلحة وحاولت تعديل مبادئها الثلاثة غير النووية وطورت ما تسمى “قدرة ضرب قواعد العدو”.
وأوضح أن مسؤولين يابانيين بارزين زعموا أن اليابان لم تستبعد إمكانية امتلاك غواصات نووية. “هذه التحركات وضعت دول الجوار لليابان والمجتمع الدولي في حالة تأهب قصوى”.
وقال “لاحظنا أنه بعد زيادة ميزانيتها الدفاعية لمدة 13 عاما متتالية، أصبحت اليابان الآن صاحبة ثاني أعلى ميزانية عسكرية بين الدول الغربية. ووفقا لمركز أبحاث أوروبي، ارتفعت إيرادات أكبر خمس شركات دفاعية يابانية بنسبة 40 بالمئة على أساس سنوي في عام 2024”.
وقال “بالنسبة لدولة تصف نفسها بأنها مسالمة دستوريا، وتتحدث عن التفكير في ماضيها الحربي وتدٌعي اتباع المبدأ الذي يركز حصريا على الدفاع، كيف تبرر اليابان حشدها العسكري؟”
وتابع قائلا إنه في الواقع — بعد الحرب العالمية الثانية — لم تجر الحكومة اليابانية مراجعة شاملة لحروبها العدوانية وعاد العديد من مجرمي الحرب اليابانيين كشخصيات سياسية فاعلة وأعضاء في قوات الدفاع الذاتي، بل إن بعض رؤساء الوزراء والشخصيات السياسية البارزة أصروا على زيارة ضريح ياسوكوني، حيث يتم تكريم مجرمي الحرب من الفئة الأولى. لقد تم التغاضي عن الحقائق التاريخية وتزييفها في كتب مدرسية محرفة، وفقا لما أضاف.
وقال قوه “فكرت قوى اليمين اليابانية في ماضي الحرب. ومع ذلك، لم تفكر في جرائم الحرب التي ارتكبتها اليابان، بل في أسباب هزيمتها”.
وقال إن محاسبة النزعة العسكرية اليابانية لم تكتمل قط، بل ستشهد الشعوب تصاعدا في اتجاه إحياء هذه النزعة.
وأوضح أنه من الضروري للمجتمع الدولي تذكير اليابان بأن إعلان بوتسدام في المواد 6 و7 و9 و11، ينص على ضرورة القضاء نهائيا على النزعة العسكرية اليابانية وبيئتها الحاضنة، إذ نصر على أنه يستحيل إقامة نظام جديد يتسم بالسلام والأمن والعدالة في غياب دليل قاطع على أن قدرة اليابان على شن الحروب دمرت سياسيا وقانونيا، وعلى أنه تم التخلص تماما من الأفكار الحربية.
وأشار كذلك إلى أن إعلان بوتسدام يلزم اليابان بنزع سلاحها بالكامل وعدم الاحتفاظ بأي صناعات تمكنها من إعادة التسلح للحرب، وقد تعهدت اليابان في وثيقة استسلامها بتنفيذ بنود إعلان بوتسدام بحسن نية.
وقال المتحدث إن هذه الوثائق، ذات الأثر القانوني بموجب القانون الدولي والمعترف بها من قبل اليابان، تبين التزاماتها الدولية كدولة مهزومة، وتشكل حجر زاوية مهما في النظام الدولي بعد الحرب، وتعد شرطا سياسيا وقانونيا لعودة اليابان إلى المجتمع الدولي.
وقال قوه إن “محاولة اليابان ‘إعادة عسكرة’ نفسها من خلال تسريع وتيرة الحشد العسكري لن تؤدي إلا إلى تساؤل العالم مجددا عن وجهة اليابان والمطالبة بمحاسبة أخرى على جرائم الحرب التي ارتكبتها. تدعو الصين جميع الدول المحبة للسلام إلى توخي الحذر من أي تحركات خطيرة لإحياء النزعة العسكرية اليابانية وإحباط هذه التحركات، والدفاع معا عن نتائج الانتصارات التي تحققت بشق الأنفس في الحرب العالمية الثانية”.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .