12:18 صباحًا / 3 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

نيتساريم ، موراغ ، وسيناريوهات التقسيم ، بقلم : بديعة النعيمي

نيتساريم ، موراغ ، وسيناريوهات التقسيم ، بقلم : بديعة النعيمي

أعلن وزير الأمن الصهيوني “إيلي كاتس” مؤخرا أن الجيش أكمل السيطرة على “محور نيتساريم” وصولا إلى ساحل بحر غزة. ما يعني تقسيم قطاع غزة إلى جزئين، شمالي وجنوبي، والنتيجة وضع مدينة غزة تحت حصار خانق، ومنح جيش الاحتلال السيطرة المباشرة على حركة أهلها ن من الشمال إلى الجنوب عبر نقاط تفتيش صارمة.

وتسعى دولة الاحتلال بذلك إلى إعادة تشكيل الواقع الجغرافي والسياسي للقطاع. السيطرة على “محور نيتساريم” خطوة تهدف إلى تفكيك الوحدة الجغرافية لغزة، ما يسهل على الدولة الزائلة فرض وقائع جديدة على الأرض.

فمن خلال هذا المحور، بات الجيش الصهيوني يتحكم بشكل شبه كامل في المعابر الداخلية للقطاع، مما يتيح له التحكم في تنقل أصحاب الأرض، ويزيد من صعوبة وصول المساعدات الإنسانية، خصوصا إلى شمال القطاع الذي يعاني أصلا من فقدان البنى التحتية وانعدام في الغذاء والماء والدواء.


كما أن تقسيم القطاع بهذا الشكل قد يمهد أيضا لتقسيم سياسي محتمل بحسب المخططات الشيطانية لحكومة الاحتلال، حيث تدار كل منطقة بمعزل عن الأخرى، وهو ما قد يصب في مصلحتها على المدى البعيد، عبر إضعاف البنية الإدارية والاجتماعية الموحدة لأهلنا في غزة. كما أن فرض الحصار على مدينة غزة التي تعد قلب القطاع ومركزه السكاني والسياسي، سيؤدي إلى ضغط هائل على أهلها، ويجعل الحياة فيها بالغة الصعوبة.

ومن هنا يأتي الخطر الحقيقي الذي يكمن في إجبار أهلنا على النزوح جنوبا، بسبب انعدام وسائل الحياة في الشمال تحت الحصار الكامل. وهذا ما نأمل ألا يحصل، وأن يتمسك أهل الشمال بشمالهم وأن يحبطوا آمال ومخططات العدو، كما لا ننسى أن المقاومة لا تزال تصل الليل بالنهار وتوقع الخسائر الفادحة بعناصر الجيش هناك.

وتجدر الإشارة أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها دولة الاحتلال هذا المحور لفرض السيطرة. فقد سبق أن أقامت هذا المحور في مراحل سابقة من الحرب، ثم انسحبت منه بعد الاتفاقات التي خرقتها كما هي عادتها.. ويضاف إلى ذلك محاولات إنشاء محور ثان في الجنوب، يعرف ب “محور موراغ” للفصل بين خان يونس ورفح، ما يعني تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق معزولة، وكنت قد أفردت له مقالا خاصا ضمن سلسلة مقالات الحرب على غزة.

وأخيرا بقي أن نقول إن ما يجري الآن في غزة ما هو إلا خطوة خطيرة تهدف للسيطرة على الأرض لإعادة رسم الخريطة، ولتشكيل مستقبل القطاع بما يخدم مصالح الاحتلال على المستوى الأمني والسياسي.

وإذا كان الحديث عن الأنظمة العربية لم يعد مجديا، بعدما أثبتت أن وجودها بات يشكل عبئا وخطرا على غزة خاصة، وعلى فلسطين عامة، فإن السؤال الجوهري اليوم هو، أين الشعوب العربية والإسلامية مما يجري؟ ألم يأن الأوان بعد لثورة، قبل أن يفرض على غزة مصير لا يليق بصمودها وصبرها؟

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم

أسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم الخميس 2 أكتوبر كالتالي :عيار 22 80.600عيار 21 77.000