12:14 صباحًا / 3 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

تشهد الصين تطورا سريعا يوما بعد يوم ، ما سره ؟ ، بقلم : السفير تسنغ جيشين

تشهد الصين تطورا سريعا يوما بعد يوم ، ما سره ؟ ، بقلم : السفير تسنغ جيشين

يصادف اليوم الأول من أكتوبر هذا العام الذكرى السنوية الـ 76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.

خلال العام الماضي، حققت الصين إنجازات لافتة على مختلف الأصعدة. على الصعيد الاقتصادي،التزمت الصين بمفاهيم التنمية الحديثة وسعت لتحقيق نمو عالي الجودة، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي في النصف الأول من العام بنسبة 5.3% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، مما عزز مكانتها البارزة بين أكبر اقتصادات العالم. وفي مجال التكنولوجيا،واصلت الصين دفع عجلة التقدم العالمي من خلال الابتكار الذاتي، حيث برزت DeepSeek رائدة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وازداد عدد المستخدمين TikTok عالمياً بسرعة، كما أصبحت السيارات الصينية ذات الطاقة الجديدة معياراً في الصناعة العالمية. وعلى صعيد تحسين معيشة المواطنين، تم تعزيز وتوسيع نتائج مكافحة الفقر، حيث تقاربت الفجوة في متوسط الدخل المتاح بين سكان الحضر والريف، وزادت دخول سكان الريف بوتيرة أسرع من نظرائهم في المدن. كما واصلت الصين التزامها بالتحول الأخضر، حيث شهد النظام البيئي تحسناً مستمراً، لتصبح من بين الدول التي حققت أكبر تقدم في تحسين جودة الهواء. وفي مجال العلاقات الخارجية، نجحت الصين في استضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في مدينة هاربين، وقمة منظمة شانغهاي للتعاون في مدينة تيانجين، كما أحيت باهتمام بالغ الذكرى الثمانين لانتصار الحرب الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، مما أبرز عظمة الدبلوماسية الصينية وطموحها وبعد نظرها. إلى جانب ذلك، طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة الحوكمة العالمية، وعرضت القوات المسلحة الصينية التي تجسد قوة دافعة من أجل السلام والعدالة، مما ضخ طاقة إيجابية جديدة في في العالم المضطرب.

كثيرا ما يسألني أصدقاؤنا الفلسطينيون : ما سر هذه التقدمات والتغييرات السريعة في الصين ؟ أعتقد أن الأمر يعتمد على ثلاث خبرات جيدة:

أولًا، الحزب الشيوعي الصيني هو القائد والموجّه. إنّ الحزب الشيوعي الصيني هو الذي أسس الصين الجديدة وقاد مسيرة الإصلاح والانفتاح، ويقود الآن القضية العظيمة لتحقيق النهضة الوطنية. بصفته الحزب الحاكم، يقوم بدوره القيادي عبر الإشراف على الصورة الكلية وتنسيق كافة الجهات. فقيادة الحزب الشيوعي الصيني هي الضمان الأساسي لتوحيد كافة القطاعات والمناطق والمجالات، وتعزيز مختلف المشاريع التنموية بكفاءة، وتنسيق الجهود بين كافة القوميات والأحزاب والشرائح الاجتماعية، مما يُشكل قوة وطنية موحدة تدفع عجلة التقدم.

من أجل خدمة الشعب والأمة، أرسى الحزب الشيوعي الصيني منظومة متكاملة من المعايير الداخلية للانضباط الذاتي والتجديد الثوري، وعمل بثبات على دفع عجلة تطوره، والحفاظ على سِمَته التقدمي ونقائه. وبشكل خاص، منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، وضعت اللجنة المركزية برئاسة الرفيق شي جينبينغ “القواعد الثمانية” الرامية إلى تحسين نمط عمل الحزب وتعزيز أواصر الارتباط بالجماهير، حيث وضعت معايير دقيقة في مجالات صياغة الوثائق وعقد الاجتماعات، وتنظيم الزيارات الخارجية واستقبال الوفود، والالتزام بمبادئ التقشف وترشيد النفقات. وقد أسهمت هذه الجهود في ترسيخ نمط جديد من السلوك الحزبي والحكومي، وأحدثت تحولاً جوهرياً في العادات الاجتماعية والشعبية، كما شكلت نموذجاً رائداً في بناء أنماط الحكم النزيه على المستوى العالمي.

ثانيًا، يُعد نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ضامنًا وحاميًا لتقدم البلاد. فقد شكّل هذا النظام المؤسسي العلمي ثمرة كفاح الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني عبر ممارسات طويلة الأمد واستكشافات متواصلة. وفي إطاره، يضمن نظام مؤتمر نواب الشعب، بوصفه النظام السياسي الأساسي، تمتع مئات الملايين من أبناء الشعب بمكانة السادة وإسهامهم الفاعل في إدارة شؤون الدولة والمجتمع. كما نظمت الأنظمة السياسية الرئيسية مثل نظام التعاون متعدد الأحزاب والتشاور السياسي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، ونظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي، ونظام الحكم الذاتي المحلي على مستوى القواعد، العلاقات بين مختلف الأطراف السياسية والقوميات والطبقات الاجتماعية تنظيماً فعالاً، مما يحقق استقرار المجتمع وأمن الوطن على المدى الطويل. أما النظام الاقتصادي الأساسي القائم على سيادة الملكية العامة وتنمية الاقتصادات متعددة الأشكال جنباً إلى جنب، فقد حرر وقوّى قوى الإنتاج الاجتماعية، وحقق نمواً اقتصادياً سريعاً ومستداماً. في حين يضمن حكم القانون الاشتراكي ذو الخصائص الصينية والحكم الشامل للدولة وفقاً للقانون، حماية الحقوق الأساسية للمواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية، مما يضبط مسار الدولة في إطار القانوني.هذه الأنظمة المذكورة أعلاه والأنظمة المتمثلة في النظم الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية وحضارة البيئة الإيكولوجية تتكامل فيما بينها، حيث يؤدي كل منها وظائفه المحددة ويتناغم مع الآخرين، مما يعزز بشكل كبير تطور الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ويرتقي بمستوى الحوكمة الوطنية.

ثالثًا، ننفذ مجموعة من السياسات التي تتماشى مع الخصوصيات الوطنية للصين . نواصل تعميق الإصلاح والتوسع في الانفتاح على العالم الخارجي، وقد أكد الرئيس شي جينبينغ أن الإصلاح والانفتاح يمثلان خيارًا مصيريًا يحدد مسار الصين في العصر الحديث. فبدون الإصلاح الداخلي والانفتاح الخارجي، ما كانت هناك الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وما حققته الصين اليوم من نجاح وازدهار. ونعتمد منهجية التنمية القائمة على الابتكار، حيث أصبح الابتكار المحرك الأساسي والدعم الاستراتيجي لمسيرة تطور الصين، كما نسارع في بناء دولة مبتكرة. وانطلاقًا من مبدأ التمركز حول الشعب، أقمنا أكبر أنظمة تعليم وضمان اجتماعي ورعاية صحية في العالم، ملتزمين بضمان مشاركة الشعب في ثمار التنمية وتحقيق الرخاء المشترك للجميع. ونطبق استراتيجية النهوض بالمناطق الريفية، ونصمم برامج مساعدة مخصصة للمناطق المختلفة، للحفاظ على المكاسب الأساسية المتمثلة في منع العودة الواسعة إلى الفقر، مما يعزز شعور أبناء الشعب بالإنجاز والسعادة والأمان. إلى جانب ذلك، تلتزم الصين بطريق التنمية السلمية، وتتبع سياسة دفاعية بحتة، وتدعو إلى التعاون مع جميع دول وشعوب العالم لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. كما نعمل على تعزيز نموذج جديد للعلاقات الدولية يقوم على الاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون المربح للجميع، ونسعى للحفاظ على السلام العالمي وتحقيق التنمية المشتركة.

من المقرر أن تُعقد الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني في بكين خلال الفترة من 20 إلى 23 أكتوبر من هذا العام، حيث ستناقش مقترح خطة التنمية الخمسية الخامسة عشرة للاقتصاد الوطني والمجتمع. وستواصل هذه الجلسةرسم ملامح خريطة التطوير المستقبلية للصين. نرحب بمتابعة أصدقائنا من مختلف المجالات، المهتمين بالعلاقات الصينية الفلسطينية والداعمين لتطورها، لهذه الدورة الهامة.

إن تيار التاريخ يتدفق إلى الأمام، والطريق العظيم يظل منسابًا وثابتًا. وبالنظر إلى المستقبل، ستواصل الصين السير بثبات نحو تحقيق أهداف النضال بحلول الذكرى المئوية الثانية، وتعزيز النهضة العظيمة للأمة الصينية بشكل شامل عبر التحديث بالأسلوب الصيني، وخلق المزيد من الفرص للتنمية العالمية، وتقديم إسهام أكبر في إحلال السلام العالمي.

  • – السفير تسنغ جيشين – مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين .
  • (ملاحظة) اقرأ مزيداً من الأخبار حول الصين … إضغط هنا للمتابعة والقراءة

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم

أسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم الخميس 2 أكتوبر كالتالي :عيار 22 80.600عيار 21 77.000