
زواج السِّتْرَة ، بقلم : أ.د. عطاف الزيات
يُعَدُّ الزواج في الإسلام ميثاقًا غليظًا يقوم على المودة والرحمة والتكامل، وهو الطريق السليم لتأسيس حياة مستقرة وبناء أسرة صالحة. لكننا نسمع أحيانًا في مجتمعاتنا بمصطلح “زواج السِّتْرة”، أي أن يتزوج الرجل بامرأة من أجل سترها وصونها بسبب ظروف معينة، مثل فقدان العائل أو الطلاق أو اليتْم.
من حيث المبدأ، قد يبدو هذا الزواج عملًا إنسانيًا نبيلًا، يعكس روح التكافل والتراحم بين الناس. لكن نجاحه لا يتوقف على النية الطيبة وحدها، بل يحتاج إلى أسس صحيحة تضمن الاستقرار والسكينة، أهمها:
1 – الاختيار الواعي: لا يكفي أن يكون الدافع ستر المرأة فقط، بل يجب أن يكون هناك توافق في القيم والأهداف والتفكير.
2 – المودة والرحمة: الزواج ليس واجبًا اجتماعيًا فحسب، بل علاقة إنسانية عميقة تحتاج إلى الحب والاحترام المتبادل.
3️ – الإرادة المشتركة: نجاح أي علاقة يعتمد على استعداد الطرفين لبناء حياة سوية والتضحية من أجل استمرارها.
لقد نجحت بعض زيجات “السترة” حين توافرت النية الصادقة والرغبة في بناء بيت دافئ، لكن في المقابل تعثرت زيجات أخرى لأنها قامت فقط على الشفقة أو الخوف من كلام الناس.
لذلك، من المهم أن ننظر إلى الزواج باعتباره شراكة حقيقية، لا مجرد حل لمشكلة اجتماعية. فالمرأة تستحق أن تُكرَّم بالحب والاحترام قبل أن تُستر بالزواج، وتستحق أن تُدعم بالتعليم والعمل والعيش الكريم، لا أن يُختزل دورها في كونها بحاجة إلى من ينقذها.
إن زواج السترة يمكن أن يكون بابًا للخير والرحمة، شرط أن يُبنى على أسس سليمة ووعي كامل بحقوق وواجبات كل طرف. وبهذا فقط يتحقق معنى السكينة التي أرادها الله تعالى في قوله:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾
- – أ.د. عطاف الزيات – فلسطين
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .