
والآن ما العمل ؟ بقلم : مروان إميل طوباسي
رغم التأخر والأنتظار والصمت والمغامرة واعاقة التوافقات الوطنية السابقة ، فأن المصلحة الوطنية تقتضي اليوم وحدة فلسطينية حقيقية تبدأ فوراً بتشكيل حكومة توافق وطني او انقاذ وطني ، لقطع الطريق على المشاريع الخارجية المفروضة . وعلى الكل الوطني دون استثناء أن يدركوا اليوم أن الالتزام بهذا المسار هو المخرج الوحيد لمواجهة التحديات وان الوحدة الوطنية هي الطريق لذلك وفق ارادة ورؤية سياسية واضحة المعالم .
فالمؤتمر الصحفي هذه الليلة بين ترامب ونتنياهو كشف عن توجه بالغ الخطورة في صياغة مستقبل غزة بل ولكل مفهوم حق تقرير المصير والدولة المستقلة ذات السيادة . فإلى جانب إعلان مجلس سلام غزة برئاسته وعضوية بلير ، ومنحه صلاحية تشكيل حكومة فلسطينية مستقلة للقطاع ، مَنح ترامب أيضاً تفويضاً مطلقاً لنتنياهو باستخدام القوة بدعم أميركي كامل إذا رفضت حماس الخطة . هذا المزيج بين خلق بديل سياسي موازٍ للشرعية الفلسطينية رغم حاجتها الضرورية بخيار وطني مستقل للأستنهاض العاجل واشاعة الخيارات الديمقراطية ، وبين إعطاء إسرائيل اليد الطولى عسكرياً ، فهذا يعكس محاولة واضحة لفرض أمر واقع مزدوج ، إنتاج قيادة فلسطينية “مفصلة على المقاس”، وفي الوقت نفسه تهديد المقاومة بالقوة لانتزاع قبولها أو تحييدها . بذلك ، يتحول ما يُقدم كـ”خطة سلام” إلى صيغة مفخخة لإدامة السيطرة الإسرائيلية على غزة تحت غطاء دولي–أميركي والبعض الإقليمي الذي تخلى عنا امام ترامب ، وإلى أداة لإعادة تشكيل التوازنات الداخلية الفلسطينية بعيداً عن خيار الدولة المستقلة والسيادة الوطنية . ويزداد الأمر خطورة مع إعادة تدوير دور توني بلير ومشاريعه القديمة عن “السلام الاقتصادي”، ومع تهميش منظمة التحرير بوصفها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني في اي دور وفق الخطة ، ما يعني عملياً السعي لإعادة تعريف الشرعية الفلسطينية من الخارج