
كيف أحمي طفلي من التنمّر ؟ ، بقلم : أ.د. عطاف الزيات
يُعَدُّ التنمّر من أخطر الظواهر السلوكية التي تهدّد استقرار الطفل النفسي والاجتماعي، حيث يترك آثاراً سلبية قد تمتدّ إلى مستقبل الفرد وتؤثر في شخصيته وثقته بذاته. ومع ازدياد استخدام التكنولوجيا وتوسّع فضاء المدارس والمجتمع، صار لزاماً على الأهل والمربين أن يكونوا أكثر وعياً في كيفية حماية أبنائهم من هذه الظاهرة.
أولاً: بناء الثقة بالنفس
الطفل الواثق من نفسه أقلّ عرضة للوقوع ضحية للتنمّر. ويمكن للأهل تحقيق ذلك من خلال:
تشجيعه على التعبير عن رأيه بحرية.
مدحه عند إنجازاته الصغيرة قبل الكبيرة.
إشراكه في أنشطة رياضية أو فنية تنمّي شخصيته وقدراته.
ثانياً: تعزيز مهارات التواصل
ينبغي تعليم الطفل كيفية التحدث بوضوح وطلب المساعدة عند الحاجة، مع تدريبه على قول “لا” بحزم عندما يتعرض لأي سلوك مؤذٍ.
ثالثاً: تقوية الروابط الأسرية
البيت هو الحصن الأول. فالجلوس مع الطفل بشكل يومي، والاستماع لهمومه دون مقاطعة، يمنحه الأمان ويجعله يشارك تفاصيل ما يمرّ به. الأسرة الداعمة تقلل من احتمالية كتمان الطفل لمشكلاته.
رابعاً: تعليم قيم الاحترام والتعاطف
عندما يتعلم الطفل احترام الآخر وقبول الاختلاف، يصبح قادراً على مواجهة التنمّر دون أن يلجأ للعنف، بل بالوعي والذكاء الاجتماعي.
خامساً: التعاون مع المدرسة
التواصل المستمر مع المعلمين والإدارة يساعد على مراقبة سلوكيات الطلبة والتدخّل المبكّر عند ظهور أي مؤشرات للتنمّر، سواء كان طفلك ضحية أم طرفاً آخر.
سادساً: التوعية الرقمية
في زمن التكنولوجيا، لا يقتصر التنمّر على المدارس بل يمتدّ إلى العالم الافتراضي. لذلك، على الأهل مراقبة استخدام أبنائهم للإنترنت وتوعيتهم بعدم مشاركة معلومات شخصية، وإبلاغ الكبار عند مواجهة أي تهديد إلكتروني .
خاتمة
حماية الطفل من التنمّر مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع. فالوعي المبكّر، وتعزيز الثقة بالنفس،
وتوفير بيئة آمنة، تمكّن الطفل من مواجهة المواقف الصعبة بوعي وشجاعة. إننا عندما نعلّم أبناءنا الحبّ والاحترام، نزرع فيهم حصانةً داخلية تقيهم آثار التنمّر، وتبني جيلاً أكثر تماسكاً وإنسانية.