12:45 مساءً / 16 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

الاستلاب العقلي وغياب الموضوعية ظاهرة كونية ، بقلم : الاستاذة إيمان مرشد حمّاد

الاستلاب العقلي وغياب الموضوعية ظاهرة كونية ، بقلم : الاستاذة إيمان مرشد حمّاد

الاستلاب العقلي وغياب الموضوعية ظاهرة كونية ، بقلم : الاستاذة إيمان مرشد حمّاد

إن افضل طريقة لفهم الواقع السياسي الذي نعيش فيه هو عقد المقاربة مع واقعنا الاجتماعي. فلو نظرنا حولنا لوجدنا أن الناس تصطف مع القوي وتصبح رديفاً له املاً في الحصول على نصيبهم من المكاسب مهما كانت ضئيلة وحتى لو كان فيها أكل لحقوق الآخرين .

وفي الحلبة السياسية هذه هي بالفعل القوانين التي تحكم اللعبة. لقد اخترنا كعرب ان نكون ضعفاء ورضينا بدور التابع فاستقوتْ علينا الأمم وهمشتنا الكيانات التي تقبع في وسط هرم القوة. و هذا بالضبط واقع نعيشه يوماً في السياق الاجتماعي فلا نجد من يبحث عن الحق، ولكن كُثرٌ هم من يبحثون على قطعة ولو ضئيلة من كعكة المكاسب ، وهذا يفقدنا الحق في انتقاد الأمم التي لا تدعمنا لأنه لا مصلحة لديها معنا لأننا وببساطة نتصرف مثلها في حياتنا اليومية التي لم ارَ فيها ولو شخصاً واحداً يبحث عن الحق أو لديه حتى الاستعداد لسماع حجة شخص لا مصلحة لديه معه إذا كان الظالم اقوى منه.

والأخطر مما سبق هو شيطنة المظلوم واعتباره مثيراً للشغب وحشد الآخرين ضده. في واقعنا السياسي أصبح الفلسطيني- الذي يطالب بأبسط حقوقه التي يحصل عليها غيره من مواطني الدول القوية منذ ولادته ودون عناء – إرهابياً وخارجاً على القانون وريما يعتبره البعض سبب التوتر على الساحة الدولية بينما يحظى من سلب حقوقه الطبيعية بالمقام الرفيع والتأييد والدعم المادي والمعنوي من الجميع.

وعلى الصعيد الاجتماعي أريد أن أوجه للقارئ سؤالاً اعرف جوابه وهو : مَنْ منا لديه استعداد لسماع حجة شخص شيطنهُ الجميع وعجز هو عن إقناع الآخرين بحجته؟ كم عدد الذين لديهم للاستعداد لخسارة مكاسبهم في سبيل كلمة حق؟ الإجابة يمنحنا إياها الواقع الذي يشهد ان الآذان تصم عن سماع الضعفاء.

من الواضح أن شيطنة الآخر هي الطريق الأسهل ومساندة الجبابرة هي الحل الأسلم وبالتالي سيجد الناس ألف سبيل لإقناع أنفسهم انهم في الجانب الصحيح من النزاع لأن هناك قوي صاحب حجة يدعمها الجميع ، وفوق هذا وكله لدية الأدوات والتأثير لطمس معالم جريمته البائنة كالشمس في رابعة النهار لأنّ مَن يحيطون به أصبحوا ممنتفعين وأجورين من جهة، ولأنه متلون ومحترف في الكذب من جهة أخرى بحيث يرتدي ثم انا لكل شخص وفي كل مناسبة.

وهذا الحال هو نسخة طبق الأصل من واقعنا الإجتماعي، لأننا نفضّل ان ُنشيطن الأشخاص الذين تنتقص حقوقهم على عناء مساندتهم، ونجد في موروثنا الشعبي وامثالنا الشعبية ما يشرعن الظلم ومساندة الظالمين على مبدأ ( سلامات يا راسي) و( حط راسك بين هالروس ونادي يا قطّاع الروس) ، وهذا ما نفعله يوميا فما ان يلجأ احدنا لصاحب قرار املاً في إنصافه حتى تصبح سيرته على لسان الجميع ويصبحُ سبب مصائب الدنيا منذ عهد عاد فيستيقظ صباحا ليرى نظرات الإدانة والاستغراب في أعين الجميع لأن من كان من المفترض أن يكون داعماً أصبح جلاداً يطلق الأحكام ويوزعها ويفشي كل ما قيل له. والنتيجة يصبح طالب الحق العنزة السوداء في قطيع الخراف.

خلاصة القول: ” إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم” وبالتالي لا يحق لنا أن ننكر على الآخرين ما نمارسه نحن بشكل يومي دون خوف من الله او رادع من ضمير .

  • – الاستاذة إيمان مرشد حمّاد .

شاهد أيضاً

استشهاد شابين برصاص الاحتلال في قلقيلية

استشهاد شابين برصاص الاحتلال في قلقيلية

شفا – أعلنت وزارة الصحة، ظهر اليوم الثلاثاء، باستشهاد شابين في قلقيلية. وأبلغت الهيئة العامة …