
الدفاع المشترك أم خنوع عربي مشترك؟ ، بقلم : معمر يوسف العويوي
على مدار سنوات، عقدت دول الخليج اتفاقيات “دفاع مشترك” مع الولايات المتحدة، وفتحت أراضيها للقواعد العسكرية الكبرى تحت شعار الحماية. لكن الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد قطر – الدولة الشريك والمستضيف لتلك القواعد – كشفت هشاشة تلك الاتفاقيات: لا مضادات تحركت، ولا حماية فُعلت، وكأن الأمن العربي لا يدخل ضمن حسابات واشنطن.
المأساة بين احتمالين كلاهما مر:
إن كانت أمريكا تعلم مسبقًا وسكتت، فهذه خيانة لشريكها العربي.
وإن لم تكن تعلم، فالمصيبة أعظم: شريكتها المدللة ( إسرائيل) تُستهدف دون أن تُخبر أو تُستشار.
واليوم مع القمة العربية المنتظرة في قطر، يتساءل المواطن العربي: ما الخيارات المطروحة؟
الخيار النظري: بناء مظلة دفاع عربية حقيقية، والانتقال من ردود الفعل إلى صناعة الفعل.
الخيار الإعلامي: بيانات شجب وتنديد تُقرأ من الورق أكثر مما تُكتب في القلوب.
الخيار الواقعي المعتاد: لجنة ثلاثية، تنبثق عنها لجنة رباعية، يتفرع منها مكتب متابعة… إلى أن يبرد العدوان ويُدفن الملف.
الخيار الساخر: إصدار توصية تاريخية بعدم السماح لإسرائيل بالقيام بالعدوان القادم إلا بعد “التنسيق المسبق”
في النهاية، أمام العرب طريقان لا ثالث لهما:
إما صناعة دفاع مشترك حقيقي يردع المعتدي.
أو البقاء في مربع الخنوع المشترك حيث تُدار القمم ببيانات والسماء مفتوحة للطائرات الإسرائيلية.